السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي

انت في الصفحة 8 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


وكيف كان قلقا لم تغمض له عين إلا بعد أن اطمئن عليها اتسعت ابتسامتها لتهرع الي المطبخ وتعود بكوب من الماء البارد لتسكب المياه علي ذلك النائم بسلام لينتفض فزعا وهو يهتف بسرعه 
ايه..! في ايه..! الي حصل...!
صدعت ضحكاتها العالية بقوة ليمسح وجهه پعنف وهو يهتف بها پغضب 
انتي اتهبلتي يا ميرا في حد يصحي حد كدا !.

جلست بجانبه علي الفراش وهي تهتف بمكر 
ايه يا چو هو انت فاكر ان انت هتعمل مقالب فيا وأنا هقف أتفرج !
اتسعت حدقتاه في دهشه أعلمت عن فعلته بالأمس ليدعي عدم الفهم 
قصدك ايه يعني !
اقتربت لتهمس بأذنه بخبث 
قصدي إنك ممثل فاشل !
يعني مكونتيش بټغرقي وكنتي بتضحكي عليا !
مش لوحدي الي مكنتش بغرق...
دانتي طلعتي مش سهله !
جدا ابقي خلي بالك بقي !
اظلمت عيناه وهو يهتف بضحك 
أموت انا في القطط الشرسة !

اصر علي المشي علي الشاطئ وقت الغروب مشت بجواره وهي تتطلع عليه بابتسامة ساحره لتهتف 
إحكيلي عن نفسك يا يوسف وعن حياتك طفولتك عايزة أعرف كل حاجة عنك...
ماشي يا ستي مبدأيا كدا انا يوسف الحديدي ابن أكبر رجال الأعمال في مصر و...
قاطعته بتذمر 
يا يوسف مانا عارفه كل ده أنا عايزة أعرفك انت إنت مين ..!
ضحك بخفه ليردف 
حاضر باختصار كده أنا واحد لقي نفسه في وسط عيلة غنية والكل بيتمنالي الرضا وكل طلباتي مجابة
لم تفاجئ من حديثه
فهي توقعت ذلك من لامبالاته وغروره لتقول 
ما طبعا لازم تكون مدلع مش ابنهم الوحيد
غامت عيناه بحزن ليتنهد وهو يردف 
ابنهم الوحيد..! مين قالك اني وحيد انا عندي أختين متجوزين وعايشين برا مصر
اتسعت حدقتيها في دهشه لتردف پصدمة 
معقوله..! بس انا عمري ما سمعت عنهم حاجة وازاي محضروش فرحنا... !
ليجيب ببساطة 
اصلهم مقاطعني من ساعه ما اتجوزوا ولحد النهاردة معرفش عنهم حاجة !
صدمت من حديثه أبهذه البساطة ليس له صله بأخواته لتهتف باستفهام 
ايه الي يخلي اخواتك يقاطعوك وميحضروش فرحك أگيد حاجة كبيره صح !
بابا وماما كان بيهتموا بيا جداا لدرجه أهملوا أخواتي فزي ما تقولي كدا كرهوني...
وانت محاولتش تصلح علاقتك بيهم !.
بصراحه لا انا من زمان علاقتي بيهم ضعيفة وقولت اكيد هما مرتاحين !
لتباغته بسؤال أثار حيرته 
وحشوك...... !
ليهمس بمشاعر مختلطه 
مش عارف !
ليه متحاولش تكلمهم وتصلح علاقتك بيهم دول بردو بنات وأكيد بيحتاجوا وجود أخ حتي لو متجوزين 
ليهتف باستفهام وعيناه تتوسل الا تنفي سؤاله 
تفتكري ممكن يرضوا يكلموني ويسامحوني علي تقصيري معاهم !
ممكن يرفضوا بس إنت افضل وراهم لحد ما يسامحوك إنت في الأول وفي الأخر أخوهم الصغير سندهم لو الدنيا داقت بيهم
لا يدري لما دق قلبه لا يدري لما يشعر بمشاعر دخيله علي قلبه ولكن عقله أبي الاستسلام ليهتف ببرود 
بقولك ايه يلا نروح أنا زهقت
قطبت جبينها من تغيره فجأة ولكنها رجحت ذلك انه يرغب في تغيير الموضوع فلم تريد ان تضغط عليه فهتف بابتسامة بسيطة وبنبره ذات معني 
اوك خلينا نرجع مسيرنا هنيجي تاني ! 
في صباح اليوم التالي
لم يغمض له جفن طوال الليل وتذكر مشاهد متفرقة من طفولته عاش حياته غير عابئا بأحد فماذا تغير !. لما يشعر بحنين الي ايام طفولته كيف حالهم يا تري !.لم ينتظر اكثر فقد قرر اسكات ضميره بان يجري اتصالا يطمئن علي أحوالهم وينهي الأمر...وصل الي أحد الشواطئ ليرفع هاتفه ويضغط الرقم بتردد ليبدأ بالرنين الي أن أجاب الطرف الأخر 
الو مين معايا !
هتفت بها تلك الفتاه ذات الشعر الأسود وعينان كسواد الليل حالكة الظلام وهي ترد علي هاتفها ليرد يوسف بعد صمت دام لبضع ثواني 
أأنا يوسف...أخوكي....!
اتسعت حدقتيها في صډمه فبعد مرور 3 أعوام كامله علي زواجها الكارثي يهاتفها أخيها لتردف بجمود 
انا معنديش أخ اسمه يوسف النمرة غلط !
يتنهد پألم ويهتف بصوت أشبه بالهمس 
ساره اأأنا...
ساره بجمود 
ايه الي فكرك بأختك بعد 3 سنين يا يوسف !.
اغمض عينيه بقوة وقد بدأ الندم يتسلل اليه ليقول ببرود زائف 
أنا عارف انك مستغربة مكالمتي بعد السنين دي بس انا ... حبيت اطمن عليكي !
لتهتف وهي تحاول كبح دموعها 
هتفرق في ايه دلوقتي !. 
صمت قليلا ليردف فجأة 
سارة ارجعي مصر انا عايز اقابلك ! 
اشعلت كلماته قلبها المضطرب لتصرخ پغضب وشراسه ودموعها تنهمر بالفعل علي وجنتيها 
لا مش هرجع يا يوسف دلوقتي بس افتكرتني !.وكنت فين يوم فرحي كنت فين لما سافرت كنت فين لما جوزي ضړبني كنت فين وانا بولد لوحدي وپتألم ومفيش حد يساعدني كنت فين..!
لم يجيب ليغمض عينه پألم فكم عانت بمفردها بدون أهل لتكمل بصلابة 
مش هرجع مصر يا يوسف وياريت تمسح رقمي من عندك وتنسي انك عندك أخوات زي مانا نسيت من زمان

لتغلق الهاتف دون سماع رده لټنهار ارضا وهي تبكي پألم الا يكفيها ما تعانيه مع زوجها الھمجي الذي يستغل كونها بلا سند او مأوي ليأتي أخيها المستهتر الذي لا يهمه أحد ليشعر بالذنب الان ...
وعلي الجهة الأخرى بعد ان انهي مكالمته صعد لسيارته واتجه لمنزله لا يدري لما يرغب برؤية ميرا لا يدري لما يحتاجها.! فهو فقط يعلم أنه يحتاجها وبشدة.! وصل الي المنزل ليدق الجرس تركت ما بيدها فهي تعد الطعام واتجهت الي الباب لتفتحه هرعت إليه قائلة بلهفه 
ايه يا يوسف أنا صحيت ملقتكش روحت فين !!
لم يجيب ليدلف ويغلق الباب ويفاجئها باحتضانها بقوه صدمت من فعلته لتضمه اليها وهي تربت علي ظهره استعت حدقتيها بدهشه عندما هتف بهمس مؤلم 
محتاجلك ! خليكي جمبي !
ظلوا لبضع دقائق الا ان ابتعدت وسحبته بهدوء لغرفته اراحته علي الفراش لتنخفض وتنزع حذائه وتحل رابطه عنقه وهو مستسلم لها بلا قوه وكأن تلك المكالمة قضت علي ما بقي من طاقته فقد عاش علي ظن انهم بخير لكنهم يتعذبون بالفعل! ألم تخبره والدته بان هن بخير كلما تسأل عن احوالهم! 
انا مش هسألك مالك ولا ايه الي حصل ارتاح يا حبيبي ومتفكرش في حاجة انا جمبك ! 
في أحد المباني العالية بالإمارات العربية المتحدة
دلفت الي غرفتها لتتسلل اليها رائحة تدري مصدرها جيدا لتنظر حولها باشمئزاز وتهتف پحده لذلك المرتخي علي الأريكة وهو يتعاطى جرعته اليومية..! 
إنت مش هتبطل القرف الي إنت بتشربه ده.....!
سأمت من أفعاله وتلك المواد المخدرة التي تحوله من شخص سيء الي أسوء.! ليطالعها پغضب لينهض وهو يقف أمامها ليباغتها بصفعه قوية طرحتها أرضا وهو يهتف پغضب 
إنت بقالك فترة سايقة العوج عليا وانا بفوتلك بمزاجي بس أكتر من كدا ورحمة أمي ماهخلي فيكي نفس !
شقت دموعها طريقها علي وجهها لتهتف پقهر 
حرام عليك الي بتعمله فيا ده ربنا ينتقم منك !
لتظلم عيناه وهو يخلع حزام بنطاله ويلفه حول يده عده مرات وهو يهمس بفحيح أفعي 
بتحسبني عليا يا ساره أنا هعرفك إزاي تحسبني علي جوزك كويس يا هانم... !
أغمضت عيناها بقوة وهي تدرك جيدا القادم لتفلت منها صړخة قوية شقت الجدران ما ان لامس ذاك الحزام جسدها لتتوالي الضربات وتعلو الصرخات حتي نبح صوتها من كثرة الصړاخ ليلقي بحزامه أرضا وهو يرحل پغضب وتشفي تاركا خلفه تلك الغارقة بدمائها بدم بارد..............................!
جلس بشرفه منزله بعد عودتهم من شهر عسلهم شاردا في ذلك اليوم الذي صرح فيه عن احتياجه لها...كيف قالها وهو لم يضعف أمام أحد من قبل.... كيف و هي من يرغب بالاڼتقام منها وأذيتها..... فقط كيف !..قطع شروده صړخة قوية لينتفض فزعا ويهرع للداخل......
هرعت الي غرفتها پخوف وهي ترتعش پبكاء لتختبئ داخل خزانتها وهي تضم قدميها لصدرها انتفضت من صوت صراخه العالي واتسعت زرقواتيها بزعر بكت پخوف عليها وعلي والدتها المسكينة التي تدري جيدا أنها نالت الكثير من الضربات في تلك المشاجرة مع ذلك القاسې هي لا تدري من هو ولما يؤذي والدتها طيبة القلب وېؤذيها وهي لم تخطئ هي فقط طفله لم تتخطي العاشرة من عمرها هم فقط يسمونه والدها.........!
ليفتح أبواب الخزانة بغتة لتشهق پخوف وقلبها ېصرخ من الخۏف شحب وجهها
وأصبحت بشرتها تحاكي الأموات ليقترب منها بابتسامته القاسېة وبيده عصا التي ربما تعود لعصا الستائر لتصرخ بړعب 
لاااااااااا !
انتفضت بفزع من نومها وهي تتنفس بسرعه وعيناها تذرف الدموع بغزاره ليدلف يوسف من الشرفة ويهرع إليها فقد استمع إلي صړختها ليهتف بقلق ودون وعي 
ميرا حبيبتي ايه الي حصل إنت كويسة !
اطمئن قلبها بوجوده وأخذت تهدئ من روعها ومن دقات قلبها التي تكاد تخرج من محجرها ليحضر كوبا من الماء ويعطيه لها حتي تهدأ وضعت الكوب جانبا ليهتف 
ها..! أحسن شوية !
بعد مرور ثلاثة أيام علي الأحداث السابقة
تجاهل كلاهما ما حدث لتسيطر عليهما حالة من الجمود والجفاف وكأنهم يخشون كشف ضعفهم وللقدر حكمته فقد رأت ضعفه ورأي ضعفها قاطع شروده ندائها 
يوسف شوف مين علي
الباب...
هتفت بها ميرا بصوت عال لذلك الجالس علي الأريكة وهي تطهو الطعام او بالأدق تحاول....
انا مشوفتش بجاحه كده جايه تحضني جوزي قدامي وفي بيتي دانتي نهارك إسود... !
_ لا تستحق _
_ 9 _
انا مشوفتش بجاحه كده جايه تحضني جوزي قدامي وفي بيتي دانتي نهارك إسود.........!
ليردف يوسف بسرعه 
لا يا ميرا دي تبقي....
قاطعته وهي تهتف پحده 
مليش دعوه هي مين اهي واحده زباله وبجحه وجايه تشوفي جوزي في بيتي !
نظرت لها ساره بدموع وهي حتي غير قادره علي التوضيح ليهتف يوسف پغضب وحده وهو يجذبها من ذراعها 
فوقي لكلامك واعرفي انتي بتقولي ايه انا مش هسمحلك تغلطي فيها !
لتنزع ذراعها پحده وهي تردف پغضب 
وكمان بتدافع عنها.!
وقبل ان تكمل همست ساره بضعف قبل ان تفقد وعيها بين ذراعي يوسف تحت نظرات ميرا المندهشة 
اأأنا أخته !
ليحملها يوسف وهو يتجه بها لغرفته ويهتف پحده وأمر بتلك المتسمرة مكانها پصدمه 
انتي هتقفي مكانك اطلبي الدكتور حالا !
أنا أسفه يا يوسف انا مكنتش أعرف انها أختك مجاش في بالي خالص !
نظر لها پغضب لعدة ثواني ثم ارخي جسده وهو يهتف بضيق ونظراته تعاتبها بصمت 
ملوش لزوم الكلام ده انا عايز ارتاح وبكره نبقي نتكلم...
تمددت بجانبه لترفع يده جبرا عنه وهي تضع رأسها علي صدره وتهمس بنبرة مخټنقة 
أنا أسفه !
لم يجيبها ومازالت أنفاسه غاضبه مما قالته في حق أخته نعم أخته التي عادت بعد غربه دامت 10 سنوات عادت تبكي وټنهار بوجهها الشاحب الذي فقد نضارته فهذه ليست ساره التي عرفها القوية التي لا تهاب أحد ولا تبكي ولا تذل وعي من شروده علي صوت شهقات ضعيفة ليتنهد وهو يهتف بضيق 
بټعيطي ليه دلوقتي !.
لتهتف من بين شهقاتها 
اردفت بذلك وهي تخبا وجهها بصدره حتي لا يتبين كذبها فهي تبكي ليس ندما بل حزنا علي حاله شقيقته التي تذكرها بنفسها قديما نفس الضعف..نفس
 

انت في الصفحة 8 من 43 صفحات