السبت 30 نوفمبر 2024

لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 17 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


الجالس كان واضحا .
ارتبكت ملك من نظراته.. فنظراته لا توحي إلا بأنه يضعها تحت الفحص
ميادة قومي معايا نتمشى شويه ونسيب أستاذ أحمد وملك مع بعض .
أتسعت عيناها تنظر نحو ميادة التي نهضت تتبع خالتها
ميادة أنت رايحه فين 
وميادة لم تملك إلا أن تنفذ الأوامر في صمت.. أن تخسر ملك حبها أهون من أن تخسر عائلتها وتكتشف تلك الحقيقة.. هكذا اقتنعت وأقنعتها والدتها

ميادة استنى..
أستاذة ملك ياريت تقعدي نتكلم مع بعض شويه ونتعرف..
استنكرت حديثه وقد فهمت الآن سبب نظراته تلك..
بصراحة أنت عجبتيني وياريت تاخديلي معاد مع والد حضرتك .
وقفت ميادة تطالعها من بعيد وقلبها يؤنبها لا تصدق أن قصة حبها
________________________________________
هي وشقيقها ستنتهي هكذا
أنا بحذرك ياميادة تعملي أي خطوة.. والحمدلله إن أخوك تليفونه مقفولالدور دلوقتي علي ناهد تخلي عبدالله يوافق على العريس .
...
أتسعت عيناها وهي لا تصدق أن والدها يقف أمامها.. لم ينسها والداها كما ظنت .. و هاهو والدها بملامحه الطيبة يفتح لها ذراعيه
مين يافتون 
دلف والدها ينظر نحو حسن الذي ارتبكت ملامحه 
أنا ياحسن ياولدي 
حاج عبدالحميد نورت ياحاج وأنا أقول المكان منور ليه..
روحي يافتون أعملي لقمة للحاج تلاقيه على لحم بطنه .
تعلقت عينا والدها بها يستغرب هيئتها تلك الساعة
اومال أنت كنت خارجة يابنتي السعادي ! 
ارتبكت ملامحها فبما ستخبر والدها.. إنها تعمل خادمة وقد كانت آتية من عملها 
لأ ياحاج دي فتون لسه راجعة من شغلها في الحضانة .. أصل
الحضانات هنا عندنا في صبح ومسا.. مصر بقى ياحاج مش زي البلد عندكم .
جلس الحاج عبدالحميد على أقرب مقعد قابله ينظر للشقة وأثاثها برضى وفي نظرات عينيه البسيطة يتأكد أن ابنته قد صبرت ونالت 
أنا مش عارف ليه ياحسن يابني لازمته الشغل ما أنت بتقبض حلو وفتون مدبرة زي أمها .
حذرها بنظراته قبل أن يردف بحديثه 
دي رغبة فتون ياحاج.. وأنا بصراحة طول اليوم مش قاعد في البيت فقولت وماله مدام الشغل مش عيب وهي بتشتغل مرافقة للأطفال وأهو تتعلم تربيتهم قبل ما نخلف .
تعالي يابنتي قربي عايز اشبع منك .
ارتكزت عينا حسن عليهافقد أجاد رسم الدور وماهي إلا مستمعة فعن ماذا ستتحدث فهو أخبرها من قبل أنها لو سعت للخړاب فهى وحدها من ستحصد أما هو فرجل والرجال في مجتمعنا لا شئ يعيبهم 
صمتت عن كذبه ورسمت لوالدها دور السعادة التي تحياها 
وحسن كان خير مضيف لوالدها 
جهزت أوضة للحاج يافتون 
أماءت برأسها تضع كؤوس الشاي أمامهم بعدما انتهوا من طعامهم 
والله ياحاج البيت نور ولا إيه يافتون .
ارتسمت السعادة والفخر على شفتي الحاج عبدالحميد وهو يرى كرم زوج ابنته وكيف يعاملها برفق 
ابن أصول ياحسن يابنيأنا نظرتي فيك مخيبتش .
دلفا لغرفتهما بعدما خلد والدها للنومطالعها حسن وهي تقترب منه 
يعجبني فيك عقلك يافتون
اقترب منها يعبث بخصلات شعرها ويتحسس عنقها 
بكره هاخدلك أجازة من سليم بيه.. حسك عينك أبوك يعرف إني بشغلك خدامة .
ابتلعت لعابها تنظر إلى نظراته المحذرة إلي أن شعرت بأنفاسه القريبة..أشبع رغبته وغفا بعدها سعيدا من بطولته .
استيقظت تعد الإفطار له ولوالدها ولكن المنزل كان خالياتعجبت من عدم وجودهما .. وبعد ساعتين كان يدلف حسن للمنزل يدندن بسعادة 
فين أبويا ياحسن 
رمقها حسن ملقيا بمفاتيحه متجها نحو الأريكة 
أعمليلي فطار يافتون.. وأجهزي عشان تروحي شغلك مدام أبوك مشي .
هو لحق يجي عشان يسافر !
ما جه أخد اللي عاوزه ومشي 
اقتربت منه تتأمل ملامحه السعيدة
الحاج عبدالحميد كان معذور في قرشين وأنا راجل ابن أصول مينفعش حمايا يكون معذور ومفكش زنقته ولكن كله بحساب
وتلك الورقة التي يحركها أمامها كانت هي ذلك الحساب
الفصل الرابع عشر
_ بقلم سهام صادق
صوت جدال والديها يعلو من حولها وهي ما عليها إلا المشاهدة في صمت.. الصدمة ما زالت تلجمها لا تصدق إلى الآن أنا خالتها وميادة جاءوا لها بذلك العريس.. ميادة كانت الصدمة الأكبر لها التي لم تستوعبها
وماله العريس ياعبدالله.. ماشاء الله عليه من عليه محترمة وعنده وظيفة وشقة في مكان راقي
أنت شايفة بنتك رافضه يا ناهد.. والبنت مش كبيرة عشان نغصبها على حاجة
وهي قعدت معاه عشان ترفض
تجهمت ملامح عبدالله ينظر لها مستنكرا بل ويستنكر الأمر 
أومال كاميليا هانم اللي عملته النهاردة كان أيه.. تاخد بنتي تعرفها على واحد في النادي من غير أذننا
غادر عبدالله بعد تلك المجادلة التي باتت شيئا عاديا بينهم منذ أن أصبح يتهمها أنها لم تعد تحب ملك كما كانت
جلست على الأريكة تزفر أنفاسها...وألتقطت هاتفها حتى تحادث شقيقتها وتلغي تلك المقابلة التي حددتها
اطمأنت

ملك بعدما أستمعت لجزء من حديثهم.. وجلست على فراشها تهاتفه ولكن لا إجابة كانت تحصل عليها إلا تلك الرسالة التي حفظتها
ناهد أنت بتقولي أيه عريس أيه اللي رفضته .. ما له الولد أيه عيبه 
عبدالله مش موافق يا كاميليا.. وبصراحه أنا مش عايزة أتجادل معاه بخصوص ملك أكتر من كده.. عبدالله بقى ديما شايفني أني خلاص مبقتش أحبها 
وأحنا عايزين أيه غير مصلحة ملك.. أنتي ناسية أن من حق أي عيلة تعرف حقيقة ملك.. 
ألتفت كاميليا تطالع أعضاء الجمعية الجالسات خلفها وأردفت بعدما نظرت نحو ساعة معصمها 
قبليني بعد ساعة يا ناهد أكون خلصت أجتماع الجمعية 
والساعة مضت وها هي تجلس أمام شقيقتها تتلاعب بها الشكوك 
مش معقول يكون رسلان بيحب ملك.. انا فاكره أنه قبل ما يسافر كان بيتريق ديما على جسمها 
أرتشفت كاميليا من كأس الشاي خاصتها تنظر نحو الوافدين لذلك المطعم
ناهد أنا مش بقول أن رسلان بيحب ملك.. لكنه معجب بشخصيتها وده اللي بقيت ألحظه من كلامه مع ميادة عايزها تكون زي ملك 
وتنهدت وهي تتذكر حاله الذي أنقلب منذ أن عاد 
ميادة مش بتبطل كلام عنهاوطبعا التغير اللي حصل لملك واتفاجأ بي لما رجع من سفره خلاه معجب بيها وملك ماشاء الله عليها ليها حضور 
رسلان بيحب ملك يا كاميليا وأنت بتحاولي توصليلي ده بصورة تانية مش كده 
هي تعلم أن شقيقتها ليست بالغبية ولكنها تبحث عن أفضل الطرق حتي لا تجعل أحدا خاسرا.. أكملت إرتشاف الشاي خاصتها بتمهل وهدوء عكس ما يدور داخلها
وأنا هلف ودور عليكي ليه يا ناهد.. انا كل اللي بقوله بلاش تفضل ملك في وش رسلان بمميزاتها لأن ده هيضيع فرصة مها ولا أنت مش عايزه رسلان لمها 
ديه الحاجة الوحيدة اللي بقيت عايزاها يا كاميليا وأنت عارفه ده 
هتفت بها ناهد بإصرار تنظر نحو شقيقتها تدير الأمور بعقلها 
بس أنت عندك حق طول ما ملك قدام رسلان عمره ما هيشوف مها.. رغم ان مها أجمل لكن ملك مميزة 
أسترخت ملامح كاميليا بعدما وصلت لهدفها الذي لا تراه إلا هدفا مشروعا
وهو ده اللي أقصده يا ناهد.. العريس هيجي أخر الأسبوع أقنعي عبدالله بطريقتك. 
...
وضعت أطباق الفطور بسرعة بالغة حتى تعود للمطبخ..أصبحت تشعر وكأنه ينتظر لها خطأ ليصرفها من عملها وهي لشدة تعلقها بالمكان وصاحبه لا تريد الرحيل 
فتون 
توقفت في مكانها دون النظر إليه تقبض على قماش ثوبها.. ألتفت نحوه تسلط عيناها نحو أي شئ حتى لا تتلاقى عيناها به
نعم ياسليم بيه 
جلس على مقعده وكأنه لم يكن يناديها منذ لحظات.. تجاهلها بعمد ولكن حديثه كان بعيدا تماما عن تجاهله 
الست اللي بتحبيها عملت أيه مع أبنها 
أخرجت نفسا عميقا لعله يزيح ذلك الثقل الذي يجثم علي روحها الهشة 
هتسافر معاه..
طالعها متأملا ملامح وجهها المنطفئة.. خشيت أن تبكي أمامه فتمالكت حالها قبل أن تدير جسدها متجها نحو المطبخ 
محتاج مني حاجة تانية يابيه 
لا يافتون شكرا 
تعلقت عيناه بها.. الشيء الذي نسي موضعه يتحرك.. يتحرك بعاطفة يخشى عليها منها.. ذلك الشيء يخبره أنه أفتقد تلك النظرة التي كانت له وحده
وعبارة واحدة أصبح دائما في ترديدها 
سامحك الله يا سيدة ألفت.. 
أخذ يسعل بشدة دون توقف فأنتفضت من علي مقعدها بالمطبخ تسرع إليه وقد أنتفخت
________________________________________
أوداجه من شدة السعال 
تناول كأس الماء يرتشف منه.. ولكن السعال لم يتوقف وكأن شيء بحلقه قد علق.. طالعته مترددة من تلك الحركة التي أعتادت رؤيتها 
دبت فوق ظهره تنتظر النتيجة.. وكانت لها في النهاية ومن حظها أن السعال قد توقف 
بقيت كويس يابيه 
أبتلع كأس ماء آخر دفعة واحدة 
الحمدلله.. شكرا يافتون 
وهي لم تكن تنتظر منه أكثر من هذا.. شكر ونظرة حانية تشعرها أنها ما زالت من جنس البشر 
إنه يوم الوداعذلك الشعور الذي تشعر به الآن هو نفس شعورها عندما ودعت أهلها وقريتها.. ضمتها السيدة إحسان إليها بقوة 
أسفه يابنتي سامحينيڠصب عني 
وهي كانت خير من يعلم.. عصام ضغط على كل جزء من مشاعرها سواء أم او جده يشتاق إليها أحفادها 
بكت السيدة إحسان كما بكت هي 
دافعي عن حقك يافتون يابنتي
وفتون لم تكن تفعل شيء إلا إنها تشم رائحتها التي ستشتاق إليها 
أبتعد عصام عنهم بعدما أغلق الشقة بإحكام وأطمأن على كل شئ وحمل الحقائب لأسفل 
طالعت السيدة إحسان خطواته على الدرج وابتعدت عنها تخرج لها ذلك المفتاح الذي خبأته لها 
ده مفتاح الشقة يافتون يابنتيخلي معاكي محدش ضامن اللي جاي
دارت عيناها بينها وبين المفتاح تنظر إليها لا تفهم السبب 
امسكي يابنتي قبل ما عصام يجي 
وضعته السيدة إحسان

داخل كفها وقبضت عليه 
اعتبريه بيتك يابنتي 
عاد عصام ينظر نحو والدته يصطحبها للأسفل برفق ولكنه وقف وهو يرى إحتضان والدته لفتون مره أخرى وكأنها بالفعل أبنتها 
ظلت فتون ساكنه في مكانها بعدما أختفت السيدة إحسان من أمامهالم تتحمل وقوفها هكذا ولا ذلك القرار الذي أتخدته ألا تودعها امام السيارة 
ركضت على الدرج ولكن جسدها أرتدي للخلف وعصام يقف أمامها 
انا عارف يافتون أن أمي أستأمنتك على مفتاح الشقة 
أماءت برأسها تفتح له راحة كفها تنظر نحو المفتاح كما نظر هو 
هنضفها وأخد بالي منها ديما يا أستاذ عصام 
أنا هأجر الشقة يافتونوأنتي عارفه مدام هتتأجر هتبقى ملك للمستأجر ومينفعش حد تاني يبقى معاه المفتاح 
ألتقط المفتاح من يدها بعدما مدته نحوه تعطيه إليه 
جلست على الدرج كطفلة صغيرة تنظر حولها تستوحش المكان دونها .. ضمت جسدها بذراعيها خائڤة تذرف دموعها
....
تعجب سليم من تأخيرها كلما نظر لساعة معصمهصنع فنجان القهوة خاصته وجلس يرتشفه وهو يراجع أوراق قضيته الجديدة
رنين الجرس أخرجه من عالمه الذي ينفرد به وسط أوراقه 
أستعجب من التوقيت.. فمن سيأتي إليه في الصباح 
وقف أمامها فطرقت عيناها أرضا 
أسفه يابيه نسيت المفتاح في البيت 
مرت من أمامه بعدما أتخذ بجسده جانبا 
اتأخرتي يافتون.. وأنت عارفاني بحب الألتزام في مواعيدي 
أسفه ياسليم بيه 
عيناها ما زالت عالقة نحو أصابعها المتشابكة ببعضهما 
ياريت ده ميتكررش تاني يافتونولو هتتأخري بعد كده بلغيني او خلي حسن يبلغني 
رفعت عيناها نحوه سرعان ما أخفضتهما.. صډمته هيئتها وذلك الجمود الذي يتخذه طريقا معاها تلاشي تماما وهو يقترب منها يمد أنامله نحو ذقنها دون أن يلامسها 
أرفعي عينك يافتون 
عادت ترفع عيناها إليه فأزدادت دهشته.. عيناها كانت شديدة الاحمرار وكأنها قضت ليلتها باكية 
أيه اللي
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 187 صفحات