روايه قلب ارهقته الحياه بقلم هناء النمر
سمعت صڤعة الباب الخارجى جلست على الأرض لا تصدق ما وصل إليه حالها لو سمعت كلام أمها وما تركت البلد لما آل الحال لما عليه الآن
سندت رأسها للحائط هى حقا تحتاج لتتحدث لتخرج كم الشحنة التى بداخلها فى الحديث لأحدهم لكن من ستتحدث إليه فى هذه الوحدة القاټلة منى
بعدما قصت عليها ما حدث لأكثر من ساعة
طيب الشرط الأولانى ومقبول ومفهوم طيب والتانى ايه اللى خلاكى تقررى أن الموضوع ده يتم المعاشرة ليه ميكونش زرع وتكون البويضة منها فعلا
يانهار ابيض ياهدى حرام عليكى تعيشى كل ده لوحدك كنتى قلتلنا
طيب وبعدين
وخالد ايه نظامه ابيض ياورد
خالد مغلوب على أمره زييو زييى ميقدرش يقف قدام ابوه مهما كان وأن وقف مش هيكون عشانى انا يامنى
متقوليش حاجة انا كلمتك بس لأنى فعلا كنت محتاجة أحكى وإلا كنت اټجننت ومينفعش مع ماما ولا البنات ھيموتو من القلق وخلاص وخدى بالك اوعى لسانك يخونك مع حد
هبقى اكلمك انا لما تسمح الظروف
أما عن خالد فقد ذهب لوالده كما طلب منه اوصلها بنفسه للشقة ولم يتركها للأمن يوصلوها كما طلب والده
تعال ياخالد إيش الأخبار
ولا شي
ما تزعل منى ما قصدت يحصل بهيك طريقة لكن ابيك تعترف أنى سويت شئ بتريده
أنا
كنت بتريدها وأنا سويتلك الطريقة
ما كنت ابيها بهيك طريقة
إيش تبغى تطلق ليان وتتزوجها بتفتكر أنها تصلح تكون زوجة لخالد فياض
بتعرف أنى ما اعتبر نفسى منتمى لهاالعيلة من بعد ما كسحتونى
ما حدا كسحك ياخالد انت تركت البيت برغبتك
الكلام فى الماضى ما صار مهم بالنسبة الى إيش تبغى منى دالحين
أبيك تعرف أنى ما راح اسمحلك بأى شي غير ما أبغى انا
ما تقلق من ها الموضوع لكن ابيك تعترف أنه ابنى انا ابنى ياأبى
وحفيدى ياخالد
ياأبى لاخر مرة بأرجوك ما تدخلتى فى هذي الدوامة ممكن اتجوز طبيعى د وأعطيك الحفيد اللى ابغيه انا ما عديت 27 سنة
انتهى الكلام ياخالد ماراح تطلق ليان والطفل راح يكون ابنها وانت ما راح تسوى أى شي غير هيك وإلا والله ياخالد انهيلك هاى البنت من على وجه الأرض
وصلت لآخرها ياأبى العمر قصير يابية قصير
وصلت لأنك تتمنى لأبوك المۏت
والله ما اتمنيته ابدا اتمنيتلك طولة العمر لأن ما إلى غيرك ياأبى لكن انت نفسك كنت فى حضڼ المۏت والأعمار بيد الله ابغى أمشى من هنا سلام عليكم
عاد خالد لهدى مرة أخرى وجدها تقف فى المطبخ تجهز طعام للعشاء لكن من استغراقها فى التفكير لم تنتبه لدخوله
إستمر يراقبها لثوانى وهو يفكر فيها للحظة أدرك أن والده لديه حق فى شئ واحد هو أنه يجب أن يستمتع قدر ما يستطيع فهو لا يعلم حتى كم من الوقت سيبقى معها
بتعملى ايه
انتفضت هدى من المفاجأة
انا اسف معرفش انك سرحانة اوى كدة
السرحان شوية اوى على اللى انا فيه ده
اقترب منها وهو يتجول بعينيه فيما تفعل
بتعملى ايه
مكرونة بالصلصة وفراخ
ليه تتعبى نفسك
كنتى طلبتى أكل وخلاص
انهارضة ولا بكرة ولا بعده الموال طويل
أساعدك طيب
خلصت هتاكل معايا
اكيد مأكلتش من الصبح
ظهر التوتر الواضح على هدى فى وجوده توتر اندهشت منه هى نفسها ولاحظه هو يبدوا أنها قلقة من المفترض انه سيحدث الآن معه ولديها الحق فهى من المفترض أنها بكر لم تذق من هذا النوع من الحياة بعد
وقفت لتغسل اطباق الطعام وقف خلفها وهو يقول
أنتى مغطية شعرك ليه
تجمدت هدى من سؤاله وتوففت يدها عما تفعل لكنه لم يهتم وأكمل
أنا لوحدى هنا معاكى وفرض أنى جوزك
لم ترد ومازالت مكانها لم تتحرك اقترب هو انتفضت من لمسة يده لكنها لم تتحرك ولم تقاوم
أدارها لتواجهه امتدت يده لفك حجابها أنزل الحجاب وفك رباط شعرها فانسدل على ظهرها
ابتعد عنها خطوة وتأملها للحظة ثم قال
تعرفى أنى كنت مراهن نفسى على لون شعرك
مراهن على ايه
إن لونه بنى
كويس كسبت الرهان
تعرفى كمان انك فعلا جميلة جدا
بالتأكيد مش أجمل من برنسس ليان
عندى انا أجمل
فقط استسلمت بل بادلت أيضا فهى تريده هى الأخرى ارادته رغم كل الظروف ارادته رغم أنها تعلم أن ما يحدث هو بداية النهاية
يتبع
قلب أرهقته الحياة الفصل العشرون
نعم تحبه لكن ما يجعلها تتراجع عن اعترافها هو ما يحوطها من ظروف ارغمتها على التسليم لأرادتهم
فتح عينيه وجدها تتأمله رفع يده يمررها على وجهها وهو يقول
صباح مبارك لعروسى الجميل
أبعدت يده بيدها وقامت من جانبه وهى تقول
تفتكر
قامت من مكانها ارتدت روب حريرى واتجهت للحمام وعينيه تتبعها
ادار وجهه لسقف الغرفة ووضع يده على رأسه تنهد طويلا وهو يفكر كيف يسترضى هذه المرأة لحين أن يجد حلا لهذا الوضع
بعد أسبوع قضاه الاثنين على جدول ثابت
هدى تقضى نهارها فى القراءة والحديث مع أهلها ومطالعة حسابها على الفيس والتليفزيون فى أوقات قصيرة أما خالد فنهاره يقضيه فى متابعة أعماله مع والده وأخوه بالإضافة ليومين كاملين قضاهما فى مصر لإنهاء بعض المسائل الهامة
أما الليل فهو المشترك بينهما يقضيانه فى ممارسة العشق الصامت دون أن يتحدثا باللسان رغم اشتياق كل منهما للأخر واستمتاعهما بعلاقتهما المشتركة إلا أنهما يكتفيان بالتعامل بالنظرات لا أكثر
كانت تقف فى المطبخ تجهز طعام الإفطار كعادتها خرج هو بعدما ارتدى ملابسه للخروج رأته ولم تعلق وأكملت ماكانت تفعل
أنا هشرب النسكافيه بس
ناولتنه كوبه دون أن تتكلم واستدارت مرة أخرى
كفاية ياهدى كفاية
لم تفهم ما يقصد فلم تبدى أى رد فعل فأكمل كلامه بنفس الطريقة
حاسس أنى وحشنى صوتك اوى مش معقول هنفضل على طول كدة
أطلق سراح جسدها من بين يديه وادارها لتواجهه وقال
أنا هخرج دلوقتى وممكن معرفش ارجع الليلادى هنا فكرى فى كلامى ارجوكى حاولى تكونى طبيعية معايا اكتر من كدة شوية
قبل جبينها وامسك بمفاتيحه وجواله واتجه خارجا أما هى فتسمرت مكانها ولم تتحرك قيد أنملة
لم تكن تفكر فى مضمون كلامه لكن تفكيرها كله كان منصب على جملته
ممكن معرفش ارجع الليلادى هنا
وسألت نفسها هل سيذهب اليها الليلة
يتبع
قلب أرهقته الحياة الفصل الواحد والعشرون
مر اليوم كله على هدى وهى تجزم بأن الغيرة تأكل قلبها فهى لا تفكر فى غير أنه معها الآن ولم يشفع له اتصاله المستمر بها يكاد يكون كل ساعتين تقريبا أو كلما خلى به الوقت والبشر من حوله
وبالطبع هى لا ترد بغير بضع كلمات بسيطة مثل
الحمد لله انا كويسة تنام لا مش عايزة حاجة
لا تسأل أين هو أو ماذا يفعل أو متى سيعود أو أى شئ يشبه ذلك بالرغم من ذلك لم
يغضب أو حتى يكف عن الاتصال بها
للاسف هى لا تفكر الا فى ماذا يفعل الآن هل هو معها هل يفعل معها ما يفعله معى بنفس التفاصيل أم بطريقة مختلفة هل فكرة اختلاف ليان عن هدى تؤثر فى شكل علاقته بها أم أن الأمر سيان بل هى بالطبع أقل بكثير من ليان
يكاد عقلها ينفجر من هذه الطريقة فى التفكير
وما أطاح بباقى صبرها انه بالفعل لم يأتي الليلة أو حتى اليوم التالى وصلت لمرحلة الغليان ولم تعد تستطيع السيطرة أرادت الخروج لعل الحركة وتغيير الوجوه تخفف من وطأة الڠضب الذى ېهدد بالانفجار
لكن هو أخبرها أن لا تخرج أو حتى تحاول فهى مراقبة ومراقبيها سيمنعوها أن خرجت ماذا ستفعل الآن
أتت بجوالها واتصلت به وانتظرت الرد
أول مرة انتى اللى تكلمينى انتى كويسة
الحمد لله مفيش حاجة انا بس كنت عايزة حاجة
كنت عايزة أخرج اتمشى شوية واشترى شوية حاجات
تتمشى فى الجو ده انتى مش عارفة درجة الحرارة كام انهارضة
اكيد فى المكان اللى هروحه هيكون مكيف يعنى وبعدين انا مخڼوقة اوى بجد عايزة أخرج بأى شكل
طيب بصى فى اتنين واقفين على باب الشقة لحد ما تلبسى هكون كلمتهم هم معاهم عربية هيوصلوكى مكان ما انتى عايزة وهيفضلوا معاكى لحد ما ترجعى ماشى
ماشى
خدى بالك من نفسك
إن شاء الله
ولما هجيلك هعوضك عن اليومين دول عندى هدية حلوة ليكى ومتأكد أنها هتعجبك اوى
أن شاء الله
خرجت فى حدود الساعة الثالثة ولم تعود إلا باتصال منه وقد تعدت الساعة العاشرة اتصل به الامن اكثر من مرة على رفضها العودة فقد كانت تدور من المول للسوبر ماركت لمحلات الملابس الكبرى تشترى فى أشياء حتى أنها لا تحتاج لها لا تريد العودة تريد إطالة الوقت خارجا فهى تعلم أنها ستعود لتقضى ليلتها فى التفكير السلبى الذى بدأ يسبب لها الأرق المستمر
وهى فى طريق العودة داخل السيارة ومعها الأمن الخاص بها رن تيليفونها وكان ذينب المتصلة فقد تعودت الاتصال بها مل يوم منذ أن تركت البيت إلا يوم أمس لم تتصل بها لانشغالها بعض الوقت
أيوة يازينب ازييك
الحمد لله عاملة ايه انتى ياهدى معلش معرفتش اكلمك امبارح كنت مشغولة اوى
ولا يهمك مع أنى كنت مدايقة اوى وكنت محتاجاكى تكلمينى بس برضه مرنتش انا زى ما وعدك
متزعليش انهارضة بس ومن هنا وجاى هفضالك واكلمك على طول
اشمعنى يعنى هتترقى ههههههههه
بتتريأى حضرتك لا ياستى هى شغلتى دى فيها ترقية بس اكتر مزعجات فى القصر مسافرين
مين دول
الأميرة دانيا والأميرة ليان
عند نطق الاسم انقبض قلبها وانقبضت يدها على التيليفون إذن هذا هو السبب خلف هذا الغياب هو هناك ليقضي معها الوقت قبل سفرها
هدى روحتى فين
معاكى بتقولى الاتنين هيسافروا مرة واحدة
أيوة ياستى الأميرة ليان والدها فى المستشفى والأميرة دانيا تبقى صاحبة والدة الأميرة ليان اوى فهتسافر معاها عشان تكون معاهم هناك
هو تعبان اوى
معرفش بس هو عنده القلب اصلا ودخل المستشفى اكتر من مرة قبل كدة
يرجعوا بالسلامة
مظنش الأميرة ليان اول مرة تلم حاجتها كلها بالطريقة دى دى لمت تلتين الدولاب فى الشنط حتى جزمها خدتها كلها والأمير خالد بيقولوا انه بقالوا أسبوع هنا ومجاش القصر خالص طول الفترة دى
ظلت هدى تستمع للحظات بعدها ما عادت تستطيع أكثر فاوقفتها بقولها
أنتى رغاية كدة ليه انهارضة خليهم فى حالهم واحنا فى حالنا
على رأيك انتى عارفة أنى مبقولش حاجة لحد بس بصراحة أنا فرحانة اوى البيت بيبقى من غيرهم جنة والأمير طلال والأمير خالد بييجوا كتير
انتى رغاية انهارضة