السبت 23 نوفمبر 2024

روايه متزوجه

انت في الصفحة 8 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

ملقتش جوزى جنبى يدافع عنىومع ذلك انا مش زعلانة منكلإنى عمرى ما حسيت بوجودك جنبى كداعم لية على الأقلعموما انا مخڼوقة أوى ومش هقدر اقعد أنا وهي تحت سقف بيت واحدخصوصا وأنا فى الحالة دىعشان كدة أنا روحت لجدى صالح فى البلد هقعد عنده يومين أهدي فيهم اعصابى وهرجع تانىلو حابب تحصلنى فأنا مستنياك ولو وراك شغل فعادى إتعودت على كدةسلام مؤقتيامراد
زفر مراد بإرتياح فإبتعادها فى تلك الفترة هو خير بكل تأكيدليترك الورقة على الكومود ويتمدد على سريره
بملابسه يستسلم لنوم عميق يرغب به الهروب من كل شئ يحدث حولهفهروبه الآن داخل أحلامه يبدو الحل الأمثلعلى الأقل فى الوقت الحالى
الفصل الثامن
طرق يحيي الباب فلم يجد إجابةعقد حاجبيه يتساءلترى أمازالت رحمة نائمةنظر إلى ساعته ليجدها السابعة صباحاليزفر بقوةيدرك أن
رحمة قد تغيرت بالفعلفبالماضى كانت تصحو فى السادسة والنصف تمامامثلهكانا الوحيدان اللذان يستيقظان فى مثل تلك الساعة المبكرةليركبان الأحصنة سويا يتسابقان فى جو من المرحوالحب
أصابته الذكريات بالألم مجدداوكاد أن يبتعد عن الحجرة ولكن هاجس لديه أوقفهماذا لو أن رحمة مازالت مريضة لذا لم تستيقظ مبكرا كعادتهاماذا لو أصابها شئ ماليشعر بۏجع فى قلبه لمجرد التخيلويسرع بفتح الحجرة والدلوف إليها عقد حاجبيه وهو يرى الحجرة خاليةيتساءل إلى أين ذهبت فى مثل هذا الوقتأتراها ذهبت إلى الخيلوركبت إحداها وحدها وهي مازالت منهكة القوىأراد أن يقطع الشك باليقين ويتأكد بنفسه ولكن فى البداية يجب أن يمر على طفله ليطمأن عليهفقد إشتاق إليه بشدةإتجه إلى حجرة طفله ودلفها بهدوء ليتواجه مع رحمة التى ترفع طفله وتداعبه بمرح لتتعالى ضحكات هاشم المرحبة بمداعباتهاتعلقت عيناها بعينيه لتنزل الطفل إلى صدرها بينما نظر هو إليها متأملا يشعر بخفقات قلبه تعلو وتثير ضجيجا بين جنبات صدرهيظل هذا المشهد الذى يراه الآن مذيبا لقلبه ولو رآه للمرة المليونفهو حلمه الذى راوده كثيرا وها هو يتجسد أمامه مرة تلو الأخرىيجبره على التفكير بأن ما يحدث هو الشئ الصحيح وأن رغبة راوية ووصيتها الأخيرة يجب ان تتحقق فرغم كل ما حدث بالماضى فلا يستطيع أن يتخيل رحمة زوجة لآخر ولا أن يتخيل أما أخرى لطفله غيرها وهو يتنحنح قائلا
إحممإزيك دلوقتى
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر قائلة
أناأنا بخير
مد يده يداعب وجنة صغيره الذى إبتسم له مرحبا قائلا
إنت كمان وحشتنى
لينظر إلى عينيها الدخانيتين مستطردا
إبتلعت رحمة ريقها مجددا فى صعوبةتشعر بكلماته موجهة إليها عڈابها بأكمله تود الغفران ولكن كل الإنذارت الحمراء تقيدهاتجبرها ان لا تستسلم مجددا لعشق عند أول عقبة فى طريقه سيتصدع وينهارلتشيح بوجهها عنهتبتعد عن سحر عيناه المسلطتان على عينيهاوقد لاحظت غفوة الصغير على صدرهالتحمله إلى سريره تمدده عليه وهي تميل على رأسه بحنو يتابعها يحييإعتدلت وكادت ان
تغادر الحجرة بهدوء متجاهلة وجود يحيي خلفها ليوقفها صوته وهو يقول بهدوء
رحمةإحنا لازم نتكلم
إلتفتت تواجهه تنظر مباشرة إلى عينيه وقد احتلت عينيها البرودة قائلة
هنتكلم فى إيه 
بادلها برودها على الفور ببرود كالصقيع إحتل ملامحه ردا على برودة قسماتهاوهو يقول
فى حاجات كتيرأولهم وصية المرحومة راوية
إتسعت عيناها پصدمة قائلة
أظن مش وقت الكلام ده ولا هنا المكان المناسب كمانولا إيهأنا أختى لسة مېتة من أيام على فكرةعلى الأقل سيبنى أحزن
عليها شويةومثل إنت شوية إنها كانت مراتك وزعلان عليها
أحس بالغليان ليحمر وجههوتنتفض عروقهوتشتعل عيناه بشرارات الڠضب لتدرك رحمة أنها تعدت كل الحدودتراجعت لخطوة عندما خطوتين يقول پغضب
مش انا اللى أمثل يارحمةأنا فعلا حزين على راوية لإنها قبل ما تكون مراتى كانت بنت عمى الطيبةالروح الوحيدة النقية فى عيلة الشناوي كلهم كانت بتدى من غير ماتنتظر أي حاجة فى المقابلغيرها خد ومداش غير الغدر
نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة نطقت بها أحرفها وتلك الدموع التى ترقرقت بعينيها
غيرها ده اللى هو أنا مش كدة
أوجعته دموعها ولكنه أظهر البرود وهو يتأملها بنظرةنعم أنتى من أقصدها بكلامىلتستطرد بصوت يقطر ألما
ولما أنت عارف إن أنا وحشة أوى كدة يبقى لازمته إيه الكلامإنسى وصيتها خالص ولا كأنها كانت موجودة من الأساس
مال عليها تلفحها أنفاسه الغاضبة وهو يقول
مش أنا اللى يوعد بحاجة وميوفيش بيهاوصية راوية هنفذهاأكيد مش حبا فيكىلإن الحب كان غلطة حياتىالحب كلمة مبقاش ممكن أعترف بيهامسحتها من قاموسى ومن زمان ومش ناوى أعيد غلطاتى من جديدبس كلمتى ووعدى لازم أحافظ عليهم حتى لو شايف إنك متستاهليش إسمى بس راوية شافت إنك هتكونى أم كويسة لإبنىوبما إنى مش ناوى أرتبط تانى بعد راويةيبقى عشان خاطر هاشم مستعد أتنازل وأتجوزك
نظرت إليه رحمة

فى برود يخالف تلك المرارة التى تشعر بها وذلك الألم الناتج من چرح قلبها النازف بقوة وهي تقول
ولو رفضت
إعتدل وهو يهز كتفيه قائلا بلا مبالاة يخفى بها خيبة أمل أحس بها فى أعماقه
رغم إنك
وعدتى راوية بالموافقةورغم انى إتعودت منك على إنك شاطرة أوى فى كسر الوعودإلا إن دى حريتك الشخصيةعايزة ترفضى وتروحى تتجوزى توفيقإنتى حرةبس بمجرد ما تخرجىمش هيكون ليكى أي علاقة بالبيت دهأو بأي حد موجود فيهيعنى تنسى إنك من
عيلة الشناوي أصلاوتنسى كمان إن ليكى إبن أخت إسمه هاشم
عقدت رحمة حاجبيها تتساءل فى حيرةعن أي شئ يتحدثوما دخل توفيقما الذى جاء بإسمه فى حديثهماوكيف عرفلا يهم الآنالمهم هو هذا الټهديد الصريح بإزالتها من حياتهملا يهمها إن تبرأت منها عائلة الشناوي بأكملها فلم ترى منهم سوى القسۏة والجراح ولكن ما يهمها هو أصغر عائلة الشناويهاشمإبن أختها الحبيبآخر من تبقى من أختهايحمل روحهاهو قطعة منها هي غير مستعدة إطلاقا للتخلى عنهالتنظر إليه بنظرة جامدة لا روح فيها قائلة
كالعادة كسبت الجولة دى يايحييزي ما كسبت جولاتنا زمانبس رحمة بتاعة زمان غير اللى واقفة أدامك دلوقتىوالمهم مين اللى يكسب فى الآخر
لتتركه وتغادر يتابعها بعينيه يستقر فى أعماقهما إعجابا أظهره دون مواربة وهو يقول بهمس خاڤت وبلهجة تقرير
يمكن كسبت الجولة دى يارحمةبس إنتى كسبتى الحړب ومن زمان
كانت بشرى تنظر إلى هذا الفضاء الشاسع أمامهاتلك الحقول الخضراء النضرةتشعر بالمللنعم لقد ملت رسم الإبتسامة على وجهها لأقاربها والذين إستقبلوها بالترحابولكنهم حقا مملون وبسطاءلا تجد راحتها بينهم أبداولكنها مضطرة للتعامل معهم ومداهنتهم فربما تحتاج إليهم فى مخططها ضد تلك الحمقاء رحمةزفرت بقوةفحتى الآن لا تجد أية فكرة لإبعادها بعيدا بلا رجعةلتقول بسخرية
وإنتى يعنى
كنتى فاكرة لما هتيجى هنا الافكار هتنط فجأة فى دماغكإصبرى وركزى
لتجد صوتا بداخلها يسألها هل ستستطيعين تحمل سماجة عائلة الشناوي وتلميحاتهم عن عدم إنجابكحتى تجدين الحل لإبعاد رحمة عن طريقكهل ستستطيعين تحمل سذاجتهم وفضولهم الريفي المثير للأعصاب
لترد وكأنها تحادث نفسها قائلة
مش مهم أي حاجةإمحى يابشرى كل حاجة تانية من دماغك وفكرى بس إزاي تإذى رحمة وتخرجيها من حياتكم بس المرة دى للأبد يابشرىللأبد
لتلتمع عيناها بشړ وهي تبتسم إبتسامة مقيتة تليق بقلب مقيت كقلبها تماما
كانت شروق تنظر إلى المائدة التى أعدتها بعناية ترى ماذا ينقصها لتتأمل هذا الأرز الأصفر والبطاطس المحمرةوشرائح البانيه وسلطة الكلو سلووكيك القرفة تماما كما يحب حبيبها مرادالذى أخبرها بمجيئه اليوم لها على غير عادتهلتطير من السعادةوتسرع بإعداد كل ما يحبهأعلن جرس الفرن عن إنتهاء ذلك الطبق الأخير والذى يعشقه مرادالشيش طاووقلتسرع إلى الفرن تغلقه وتخرج تلك الصينية التى يوجد بها الشيش وتضعه على طاولة المطبخلتتهادى إليها رائحته الذكيةوتشعر فجأة بالغثيان وأنها على وشك التقيؤلتسرع إلى المرحاض وتفرغ كل ما فى جوفها ثم تنهض بضعف تستند إلى الحوض وهي تغسل فاهها تنظر إلى صورتها المنعكسة فى المرآة بقلقتتساءل ماالذى أصابها اليوملقد ظنت حينما كانت تحمر شرائح البانيه وأحست بالغثيان و بأنها لا تطيق رائحة الدجاج لتسرع إلى المرحاض وتفرغ ما فى معدتها أنها ربما مصاپة بالبردرغم أنها لا يظهر عليها أي اعراض تدل على ذلكولكن الآن لديها حدس أن ما بها هو فقط غثيان يخص الدجاج بصفة خاصة رغم عشقها لهليصيبها القلقتتساءل هل هي
نفضت افكارهافهذا أمر مستحيلفهي تأخذ إحتياطاتها جيدالقد كان هذا إتفاقها مع مراد من أول يوم لزواجهمالا أولادهكذا حذرها وهي وافقتفلم تكن تحبه وقتها وبعد أن أحبته لم تطالبه بتغيير إتفاقهما فهي تدرك أنه لم يعشقها بعد لدرجة أن يريد الإنجاب منها وربما يخشى
على مشاعر زوجته بشرى والتى لا تستطيع الإنجابهي حقا لا تدرىورغم رغبتها الشديدة فى الإنجاب منه إلا أنها لا تستطيع أن تخالفه أو تجبرهلذا آثرت أن تدع تلك الأمور للأيامفالزمن كفيل بتغيير مشاعره تجاهها ليرغب بدوره فى الإنجاب منهالكن ماذا لووو
ليس هناك ماذا لوهي ليست حاملولكنها يجب أن تقطع الشك باليقينوتجرى إختبارا للحملربما بعد رحيله اليوم ستفعلأما الآن فلتذهب ولتستعد لإستقبال حبيبها الذى تعشقه من كل قلبهامراد
كانت رحمة تمرر يدها على تلك الفرسة الجميلة البيضاء والتى تذكرها بفرستها القديمة مرجانةوالتى لم تجد لها أي أثر فى الإسطبلحتى مرجان فرس يحيي الأسود والذى إعتاد على ركوبه معهاإختفى بدوره ولم يعد لوجوده أي أثرولكن هناك فى هذا الركن البعيد يوجد حصان يشبهه ولكنها خشيت فعلى عكس مرجان عندما رآها هاج
وماج وكاد أن يكسر الباب لتبتعد على الفور خشية منهوتقترب من تلك الفرسة الجميلة الهادئة تقول بنعومة
تعرفى إنتى بتفكرينى بمينبمرجانةكانت شبهك تمامرقيقة وجميلة وحنينةياترى راحت فين
إنتفضت على صوته الذى قال بصرامة
بعتها
إلتفتت إليه تنظر إلى ملامحه الجامدة
لتقول بهدوء
بعتها ليه
كانت تعرف الإجابة ولكنها بدت وكأنها تهوى تعذيب قلبهاتهوى سماع كلماته الچارحة والتى لم يبخل عليها بها وهو يقول
لإنها بتفكرنى بيكىبالأيام اللى عشت فيها معاكى وأنا مخدوع فيكىفاكرك طيبة ورقيقة

بس طلعتى فى الآخر خاېنة وغدارةوأكيد هي كانت شبهك وعشان كدة بعت مرجان كمان مكنتش قادر أشوف حزنه عليها بعد ما راحتأصلى فرقتهم عن بعضفرقتهم قبل ما ټخونه وټحرق قلبه زي ما إنتى خونتينى و حرقتى قلبى يارحمة
إستمعت إليه رحمة فى ألمتشعر بطعنات كلماته
فى قلبهاحادة كالسکينتقطع مشاعرها وتسبب لها ڼزيفا لا يحتمل ولكنها تمالكت نفسها قائلة فى برود
كل واحد فينا شايف القصة من وجهة نظره ولو انت شايف إنى خنتك وغدرت بيكفصدقنى أنا شايفاك أكتر من كدة كمانالخېانة من وجهة نظرى خېانة عهود ووعود قبل ما تكون خېانة جسدإفتكر عهودك ووعودك هتعرف إنك خنتهم كلهم يا يحييياريت مسمعش منك كلام زي ده تانى لو إنت ناوى تنفذ وصية أختى الله يرحمهالإنى ساعتها همشى وأسيب البيت دههسيب مصر كلها ومش هيهمنى حاجة أبدا
لتمشى من أمامه بإباء ويتابعها هو بعينيه تعجبه قوتها التى ظهرت كجانب آخر من رحمة لم يره من قبلورغم كلماتها الفارغة والتى لم يفهم منها شيئا بعد إلا أنها أخرسته تماماليدرك أنه سيتزوجها وسيخضعها له وسيستمتع بكل لحظة رغم الألم الذى يشعر به من

انت في الصفحة 8 من 32 صفحات