السبت 23 نوفمبر 2024

روايه متزوجه

انت في الصفحة 12 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

تزهق وانا أصم آذانى التى تستمع إلى لهاثكم الآن وثورة مشاعركمنعم أتخيلها بوضوح لتمزق شرايينىورغم أننى أتمزق لأن هناك أخرى كانت بحياتك قبلى إلا أن معرفة أنها كانت أختىتجرى بها دماء أبىيذبحنى حقاكادت ان تقول كل ذلك واكثر ولكن خۏفها من أن يدرك يحيي أنها مازالت تحبه حال دون إعترافها وألجم لسانها عن قول الحقيقةلتقول بصوت حاولت أن تهدئ نبراته
عشان يعنىدى اوضة اختى وبتفكرنى بيها وبحزنى عليهاو إنت يعنى لسة غريب عنى
ترك يدها ونهض ببطئ يشعر بخيبة الأمل ليقول بنبرة خالية من المشاعر تشوبها فقط بعض السخرية
غريب عنك عشان نتعود على بعض
نظرت إليه رحمة قائلة فى خجل وإرتباك
بس
قاطعها قائلا بلهجة حاسمة
مفيش بسمش هينفع تخرجى برة أوضتىجوازنا ووجودى هنا بيحتم وجودك معاياإحنا صحيح جوازنا مصلحة بس أدام الناس مش لازم
يبان كدةأنا مش مستعد حد يتكلم علية وعلى حياتى الشخصية وعلاقتى مع مراتىلمجرد إنك مش قادرة تتحملى وجودك فى أوضة أختك يارحمة
ليتركها ويدلف إلى الحمامتاركا إياها تنظر بحسرة إلى ليلة زفافها إليه والتى حلمت بها سنوات طوالټصارع رغبتها بالنداء عليه والإعتراف له بكل شئلتتذكر وعدها لراوية وتنهض ببطئ تفتح دولابه التى وضعت به روحية اشياءها وتأخذ منه عباءة تغطى جسدها بالكامل فسوف تنام إلى جواره شاءت أم أبت مدركة أنه لن يرضى بنومها على الأريكة ولن يستطيع النوم بها لصغر حجمهالذا تنهدت فى يأس وهي تنتظره حتى يخرج من الحمام لتدلف هي إليه وتنهى تلك الليلة الطويلةالحالكة والتى إختفى

قمرها ليزيدهاسوادا
تأملت بشرى مراد النائم بعمق بجوارها لتنهض بهدوءوتتجه إلى دولابها ثم تتجه إلى شرفة الحجرة تفتحها بحذر وتدلف إليها ثم تغلقها ومعه توترها وضيقها وهي تتخيل رحمة الآن مع يحيي لتفرك السېجارة بيدها غير عابئة بألمها من تلك النيران المشټعلة فألمها الذى ېحرق صدرها يفوق كل الآلامتفكر كيف تفرق بينهما وتشفى غليلهالتلمع عينيها وقد وجدت الفكرةنعمكيف لم تفكر فى ذلك من قبلإن أدرات خطتها بشكل جيدفربما لن ترحل رحمة وتسافر مجددا فقطوإنما ستختفى من حياتهم ربما للأبد
لتبتسم بشيطانية وهي تدلف مجددا إلى الحجرة لتداوى حړق باطن يدها وتنتظر حتى طلوع الصباح لتبدأ فى تنفيذ خطتها تدعوا فى سرها أن تحقق تلك الخطة مأربهالترتاح من تلك الشقية
والتى تعبث فى حياتها مفسدة كل خططها حتى الآن
كانت نائمة بعمقلتسمع همساته التى جعلت عينيها تتسع بقوة وهو يقول
عارف إنك صاحية فبلاش تمثلى علية يارحمة أنا أدرى الناس بيكىده أنا اللى مربيكى
إلتفتت إليه ليرفع نفسه على مرفقه وينظر إليها متأملا بنظرات سحبت أنفاسها ولكنها تمالكت نفسها وهي تنظر إليه قائلة بعتاب
ولما إنت مربينى على إيدك صدقت ليه إنى ممكن اخونكوأخونك مع مينمع أخوك اللى إنت عارف أد إيه كان بيضايقنى وياما إشتكيتلك منه
نظر إلى ملامحها فى عشق قائلا
عشان أنا غبي قلبى كان حاسس إنك مظلومة والنهاردة حابب أسمعكانا اهو أدامكفهمينى
إعتدلت جالسة تنظر إليه بعتاب قائلة
كان زمان ممكن أقولك وأشرحلك بس دلوقتى فات الأوان
قائلا بهمس
سامحينى
لتغمض عينيها تأثرا بنبراته الهامسة و
أفاق يحيي من نومه على صوت همسات رقيقة بإسمه إعتدل على الفور وهو يدرك مصدر تلك الهمساتلينظر إلى فاتنته التى ظل يتأملها طوال الليل بعد أن نامت بصعوبة تتمسك بالغطاء وكأنه سيحميه منها إن أرادهاإبتسم وهو يتأمل شعرها المبعثر ووجهها الرائع الملائكي القسمات حتى فى نومهالتنطلق من شفتيها مجددا همسة بإسمهأطارت عقله عندما ترددت مجددا بنبرة عاشقة نعم إنها تحلم بهترى أيراود هو احلامها كما تراود هي أحلامهآاااه كم يتمنى لو كانت حقا تعشقهربما وقتها سامحها على كل أخطاء الماضىهمست بإسمه مجددا ليشعر بأنه على وشك ان يطيح بكل شئ ولكنه عندما يفعل يجب ان يتأكد
بأنها تعشقه حقا وتريد ان تكمل حياتها معهاحتى الرمق الأخير ولكن ليهزها برفق قائلا
رحمةفوقى يارحمة
فتحت عيناها الرماديتان ببطئ عندما رأته فإبتسمت إبتسامة عشقليبتسم بداخلهولكنه قال بهدوء
صباح الخير
إختفت تلك الإبتسامة على الفور وهي تدرك أن ماحدث بينهما كان حلماوأن يحيي أمامها حقالتتسع عينيها فى
صدمة ويتخضب وجهها خجلا ويخفى يحيي إبتسامة كادت ان تعلو شفتيه وهو يدرك ما هي فيه الآن من إضطراب وخجللتقول
بإرتباك
صباح النور
ثم تنظر إلى عبائتها تتأكد أنها ترتديها وأن سحابها مغلقليكاد يحيي ان يطلق ضحكة من بين شفتيه رغما عنه وهو يتابع نظراتها ليكتمها تماما وهي تعاود النظر إليه قائلة
انا أنا
قال بنعومة
إنتى إيه
إبتلعت ريقها بصعوبة قائلة
أنا هاخد الحمام الأولعن إذنك
لتنهض بسرعة وتدلف إلى الحمام كاد يحيي أن يطلق سراح ضحكته وهو يتابعها ليكتمها مجددا ورحمة تفتح الباب قائلة بإضطراب
نسيت آخد هدومى
لم ينطق يحيي بكلمةلتذهب رحمة إلى الدولاب وتأخذ ملابسها متجهة إلى الحمام بسرعةومغلقة الباب خلفها ليطلق يحيي سراح ضحكته تلك المرة ضحكة فارقت شفتيه منذ زمن بعيديتراقص قلبه فرحاوهو يدرك كنه حلمها من همساتها ونظراتها لملبسها وخجلهاويدرك أن بطيات قلبها هناك مكان له أور ربما هي تتمناه حقاوإلا ما كانت حلمت بمثل تلك الأحلامليشعر بشعور لا يستطيع وصفه من روعتهإنها أنفاس الحياة تعود إليه مجددافلقد كانت حياته من دونها قاحلة وجاءت هي فأعادت الألوان لحياته من جديد ومنذ اليوم الأولوحدها من تستطيع فعل ذلكهيرحمتهولا أحد غيرها
الفصل الثانى عشر
زفر مراد قائلا
يعنى برده مصممة متنزليش تفطرى معانا
تقلبت بشرى على جنبهاتسحب الوسادة لتضعها تحت رأسهاقائلة بنعاس
تؤ تؤأنا قلتلك من بالليل إنى هحاول مشوفهاش كتيرعشان لما بشوفها بتعصب وساعتها إنت وأخوك هتزعلوا منىيبقى أنزل بقى ولا أكمل نوم أحسن
تنهد مراد قائلا
لأكملى نوم أحسنأنا نازل رايح الشغل محتاجة حاجة
غمغمت بكلمات لم يفهم منها شيئا ليدرك أنها قد عاودت النوم من جديدهز كتفه بقلة حيلةثم إتجه إلى الخارج مغادرا الحجرة بهدوءوما إن غادر حتى فتحت بشرى عينيها وهي تنهض بسرعة ساحبة الهاتف من على الكومود بجوارها وممررة أصابعها على أزراره بسرعةليرن على الجانب الآخروما إن رد عليها محدثها حتى قالت بصوت متهدج تشوبه دموع مفتعلة
حاج صالحإلحقنا ياحاج
كان مراد يهبط السلالم ببطئيحضر نفسه ربما لمشهد عاطفي ېمزق قلبهيتمنى من الله أن يظلا هذين الزوجين بحجرتهما وأن يغادر للعمل دون أن يراهما اليوم مطلقاتوقف فى جمود حين خاب أمله و رآهما على طاولة الطعام يتناولان الإفطارتماما كالماضيحين كان يهبط لتناول الإفطار فيجدهما يفطران مع بعضهما البعضوسط جو من المرح والضحك مايلبث أن يشاركهم فيهكان
وقتها لا يدرى أنهما واقعان بالحب بل كان يظن أنه وحده المغروم بذات العيون الدخانية والشعر الأسود كالليل ورغم أنها غيرت لونه الآن للون

الكستنائي إلا أنه مازال يليق بها ولا يقلل من جمالها ذرةبل إنها إزدادت نضجا وجمالا عن الماضىنفض أفكاره الخاطئة كليةإنها زوجة أخيهإمرأته هو ولا يجب أن ينظر لها كحبيبة أبدابل يجب أن ينساهاولكن كيف ينساها وهي أمامه طوال الوقتربما عليه فعلا الإنتقال لمنزل آخر
تأمل الزوجان الجالسان بجوار بعضهما البعض بشئ من الريبةإنتابته الحيرةفكليهما صامتيتناول طعامه بسكون تاموكأن الليلة الماضية لم تكن أبدا ليلة زفافهما
مهلا
ها هو أخيه يسترق النظر إليها يتأملها بنظرات لم يرها فى عيني أخيه أبداإنها نظرات عاشق ربما لم ينتبه لها بالماضى ولكنه كان غرا وقتهامشاعره ساذجةودون تجارب تذكرفقط رحمة ولا أحد غيرهالذا لم يميز نظرات العشق من نظرات المودة والأخوة
وها هي رحمة ترفع عينيها إلى يحيي تحاول إستراق النظرات إليه بدورها فإلتقت عيناها بعيني يحيي وتجمدا سويافقط ينظران لبعضهما البعضيغرقان وسط دوامة من المشاعر ظهرت لمراد واضحة جليةأشعرته بالإختناق رغما عنهكاد أن يبتعد مغادرا قبل أن يلمحاهولكن لسرعته إرتطم بتلك الطاولة فى طريقه وكاد أن يوقع تلك المزهرية الثمينة ولكنه تمسك بها فى اللحظة الأخيرةليضعها مكانها وهو يزفر بقوة ليغمض عينيه بقوة حين إستمع لصوت أخيه وهو
يقول بهدوء
مراد
فتح عيناه وهو يلتفت إليهما يختلف عن كيانه المضطرب بالكاملقائلا
صباح الخير
قالا سويا
صباح النور
تخضب وجه رحمة بحمرة الخجل وهي تنظر إلى يحيي قبل أن تطرق برأسهابينما أبعد يحيي عيونه عنها بصعوبة وحمرة الخجل تزيدها جمالالينظر إلى مراد قائلا
إنت كنت ماشى
من غير ما تفطر يامراد
أومأ مراد برأسه قائلا
أيوة أصل ورايا شغل مهم وعايز أخلصه قبل الميتنج 
قال يحيي بهدوء
الميتنج مهم صحيح بس صحتك أهم يامراد أقعد إفطر معانا
نظر مراد إلى رحمة ثم إلى يحيي بإرتباك قائلا
مش هينفع صدقنى
كانت رحمة قد أعدت لمراد شطيرة سريعة وهما يتحدثان وناولته إياها قائلة
طب كل دى بس عشان خاطرى يامراد
شعر مراد بالإضطراب لينظر إلى يحيي الذى ظهرت ملامحه عادية وهو يومئ له برأسه ليأخذهاليأخذ مراد منها الشطيرة وهو حريص على أن لا تلامس يده يدهاويحيي يجز على أسنانه ويقبض على يده بقوة كي لا يتهوريشعر بالغيرة تحرقهأشعلته كلمات رحمة البسيطةوإدراكه أن مراد تأثر بهاوبإبتسامتها الحمقاء تلك والتى إرتسمت على شفتاها عندما رأت مراد يتناول شطيرته على عجل ليود يحيي أن يمحي تلك الإبتسامة من على وجهها حتى لا يراها غيرهولكن وحتى دون تلك الإبتسامة تظل ملامح رحمة ملائكية جذابة تجذب هالتها البريئة إليها الصغير قبل الكبيرفما بالك
بقلب يعشقها كقلب مرادوقلبه هو قبل الجميع
إستأذن مراد كي يذهب إلى عمله فتمنى له يحيي التوفيق فى إجتماعه اليوم والإتصال به إن إحتاجه ليغادر مراد تتبعه العيونقبل أن يلتفت يحيي إلى رحمة يحدجها بنظرات قاتمة حادةلتنظر إليه فى حيرة قائلة
بتبصلى كدة ليه
قال بنبرات حانقة
يعنى مش عارفة
عقدت حاجبيها قائلة
لأ مش عارفة
لينهض وسط دهشتهالت
توقف على الفور وهو يلتفت إليه ليلعن بسره قبل أن يشير إليها لتسبقهفنظرت إليه لثوان فى تحدى لم يلبث أن فاز فيهةليبتسم من طفوليتها رغما عنه
كانت شروق جالسة فى مكانها تنظر فى صدمة إلى هذا الشريط المزين بخطين أحمرينتدرك أنها حامل بالفعل ولم تكن أوهاما كما صور لها عقلهاصدمة أخرىألا يكفيها صدمة إكتشافها بالأمس حبا خفيا فى قلب زوجهاورغم أن حبه لرحمة اصبح حبا بلا أمل لزواجها بأخيه ولكن يظل قلبه معلقا بأطلاله كقلبها تماماقلبها هذا الوحيد المعذب فى عشق يائس يضنيهتشعر پألم قلبهابدقاته المتسارعةيمتزج به الألم بالخۏففكيف ستخبر مراد بهذا النبأوهو الذى حذرها مرارا وتكرارا من حدوثهفقد قالها صريحالا أطفااال
ولكن ما ذنبها وقد أراد الله أن تحمل طفلهويعلم الله أنها ما حاولت أن تنجب منه عمدابل اخذت جميع إحتياطاتهاأحست بالإعياءبدوار يكتنفهامدت يدها لتسحب هاتفها وتتصل بمراد لينجدهاولكن كيف تتصل به وهي تخشى ردة فعلهلتفتح قائمة الأسماء وتختار إسما تدرك أن صاحبته الوحيدة التى قد تستطيع مساعدتها الآنصديقتها نهادلتضغط على زر الإتصال وعندما أجابتها نهاد قالت شروق بضعف
نهادمحتاجالك
إستمعت إلى صوت محدثتها لتقول بصوت خفتت نبراته
تمام مستنياكى
كانت رحمة تلاعب هاشم الذى إبتسم وهو ينظر إليها
عندما تهدم ذلك البيت من المكعبات والذى بنياه سويا هو ورحمةلتبتسم رحمة
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 32 صفحات