السبت 23 نوفمبر 2024

روايه متزوجه

انت في الصفحة 11 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

محياها ثم تختفى وهي تتجه نحوهما تتعجب من عبوس مرادولكنها كانت متوترة
فلم تلقى بالا لسبب عبوسهوقفت أمام يحيي ليومئ لها برأسه بهدوء فردت إيماءته بهدوء أيضاوكادا أن يتجها إلى المأذون لعقد القران حين إستوقفها صوت مراد وهو يقول بسخرية
مبروك ياعروسة
إلتفت كل من يحيي ورحمة يواجهانه لتتفحص رحمة ملامح مرادتتعجب من لهجته الساخرة وهي تقول بهدوء
الله يبارك فيك يامراد
إتسعت إبتسامته الساخرة وهو يقول
أخدتى زينة شباب عيلة الشناوي بس خدى بالك منه المرة دى وياريت ما يحصلش اللى قبله
إنتفضت رحمة على صوت يحيي القوي وهو يقول بصرامة
مراد
نظر مراد إلى أخيه ولثوانى تحدت عيناه عيني أخيهلترتخى نظرة مراد أمام يحيي وهو يشيح بوجههبينما أدركت رحمة أن مراد يحملها ذنب مۏت أخيه هشاموبالتأكيد يفعل أخاهليصاب قلبها پصدمة أخرى تضاف إلى قائمة صدماتها من عائلة الشناويويطغى الحزن على ملامحها لتفاجئ بكف يحيي الذى إمتد لكفها ليحتويه لتنظر إلى عينيه فأومأ لها برأسه لتشعر رغما عنها بشعور لم تشعر به منذ زمن طويلإنه يساندها كما كان يفعل دائما بالماضىلقد كان هو عضدها فى كل المواقف التى مرت بها مع أبناء العائلةومع أخويهكان الحامى لها والذى معه تشعر بالقوة لتتحدى من تسول له نفسه بمضايقتهاوها هو يعود ويساندهاولكن يظل الفرق كبير فلم تعد هي رحمة الماضىولم يعد هو أيضا يحياها
أوقفت بشرى سيارتهاتتعجب من أنوار المنزل التى مازالت مضاءةلتهبط منها وتغلقهامتجهة إلى باب المنزل المفتوح على مصراعيه لتزداد حيرتها عقدت حاجبيها بشدة وهي ترى رجلين أحدهما شابا فى اوائل الثلاثينات من عمرهوالآخر رجلا فى حوالى الخمسين من عمرهيرتدى بذلة كحلية ويحمل حقيبة جلدية فى يدهمغادرا
المنزل فى عجلة وهو يحادث أحدهم فى هاتفه قائلا
جاييين علطول ياماجد بيهإحنا خلصنا هنا خلاصمسافة السكة بس 
تجاهلتهما بشرى وهي تدلف إلى المنزل لتجدها تقف بجوار يحيي وعلى مقربة منهم وقف مراد بملامح متجهمةلتعود بنظرها إلى رحمة تتأمل فستانها الأسود الذى أضفى عليها جمالا أثار حقد بشرى خاصة وهي تلاحظ عيون يحيي التى تعلقت بهالتعقد حاجبيها بحيرة وهي تسمع روحية تقول بطيبة
مبروك ياست رحمةمبروك يايحيي بيه
إكتفت رحمة بإبتسامة هادئة بينما قال يحيي برصانة
الله يبارك فيكى ياروحية
قالت بشرى بحدة
ممكن اعرف إيه اللى بيحصل هنا فى غيابى
إلتفت
إليها الجميع فاستطردت

قائلة فى غيظ
بقى أنا أغيب ومحدش يسأل عنى لأ 
وكمان بتحتفلوا فى غيابىطب على الأقل عرفونى بتحتفلوا بإيهوإزاي بتحتفلوا أصلا وراوية معداش على ۏفاتها أسبوع
إكتست ملامح رحمة بالضيق ممتزجا بالحزنبينما عقد يحيي حاجبيهليتقدم منها مراد بخطوات حازمة وهو يمسك يدها قائلا
مش وقت الكلام ده يا بشرىتعالى معايا
نفضت يده قائلة فى عصبية
لأ وقته يا مرادمن حقى أعرف إيه اللى بيحصل ولا أنا مش من أهل البيت
كاد مراد أن يتحدث لولا أن يحيي وهو يقول بهدوء
لأ طبعا من أهل البيت ومن حقك تعرفى لإن الموضوع مش سر ولا حاجة
لينظر مباشرة إلى عينيها وهو يقول فى ثبات 
أنا ورحمة إتجوزناالنهاردة
إتسعت عينا بشرى پصدمة وهي تقول
إتجوزتواإنت ورحمةإنت أكيد بتهزر مش كدة
هز يحيي رأسه نفيا ببرود قائلا
لأ بتكلم جد يابشرىوأنا من إمتى بهزر معاكى
أفاقت بشرى من صډمتها لتقول بإنفعال
ما هو مستحيل أصدقإن يحيي كبير العيلةإتجوز رحمةرحمة اللى
قاطعها يحيي بلهجة تحذيرية تتحداها أن تنطق بكلمة وهو يقول
قبل ما تقولى أي كلمة تندمى عليهالازم تعرفى إن رحمة بقت مراتىيعنى أي إهانة فى حقها هي إهانة فى حقى أناوإنتى عارفة إن مفيش حد لغاية النهاردة قدر بس يفكر يهين يحيي الشناويفيا تباركيلها يا تطلعى أوضتك مفهوم
شعرت بشرى بڼار ټحرق قلبهاتشعل كيانها إشتعالاتود لو أفرغت مكنون صدرها وإنتهتولكن وقتها ستربح رحمة لذا آثرت الصمت وهي تلقى نظرة حاقدة على رحمة الصامتةحزينة الملامحثم نظرة حاړقة ليحييقبل أن تبتعد عنهما بخطوات مشټعلةتتجه إلى غرفتها يتابعوها بعيونهمبينما إقترب مراد من يحيي قائلا
يحيي أنا بفكر نسيب البيت ونمشىإنت شايف بشرى وعمايلها وأنا مش عايز مشاكل فى البيت
تفحص يحيي ملامح أخاه وهو يقول
بشرى بس يايحيي هي السبب ولا فيه سبب تانى يخليك عايز تسيب البيت
قال مراد وهو يحاول تمالك نفسه والثبات تحت نظرات أخيه المتفحصة
انا قلتلك من زمانموضوعى إنتهى يا يحييأنا خوفى كله دلوقتى من بشرى
ربت يحيي على كتف أخيه قائلا
لو على بشرى متقلقشأنا أدها وأدود يامرادبس أهم حاجة تكون إنت مرتاحوأنا هرتاح أكتر وإنت جنبى ياأخويا
لم يجد مراد مفر من المكوث بالمنزل منصاعا لرغبة أخيه وليتحمل العڈاب فى سبيل ذلكفهذا مصيره منذ أن أحبهاالعڈاب وحدهوبصمت
يتبع
الفصل الحادى عشر
كانت بشرى تمشى جيئة وذهابا فى الحجرةتشعر بالغيظ ېحرق صدرهابالڠضب يعصف بكيانهاكيف يتزوجها رغم كل شئ فعلته بالماضىكيف ينتهى بتلك الرحمة زوجة لهكيف
إنها الملامةنعمهي وحدها الملامة على ذلكتركت لها المجال خاليا لتعاود ألاعيبها من جديد وتتزوجه بالنهايةولكن زواجها منه وبتلك السرعةهذا ما لم تكن بشرى تتوقعه أبدافلم يمر سوى أسبوع واحد فقط على مۏت راوية هل كانا ينتظران مۏتها ليعيدا معا عشق الماضىهل نسي لها يحيي خيانتهاوهل غفرت له خذلانه إياها
حقا لقد أصبح
تفريقهما الآن أصعب مما كان بالماضى فلقد أصبحا زوجينوتلك الفكرة وحدها تشعل كيانها إشتعالا
توقفت عن التفكير حين دلف مراد إلى الحجرة ليجدها واقفة متأهبةتنظر إليه بحدة ليدرك أن تلك الليلة لن تمر بسلامألا يكفيه ما يعانيه الآن وهو يتخيل رحمة مع أخيهلتظهر بشرى بالصورة وتستنزف آخر طاقته المنهكةليستدعى كل ذرة فى كيانه تجعله قادرا على تحمل تلك المرأةوهو ينظر إلى وقفتها المتحفزة فى ثباتينتظر ثورتهاوهي لم تنتظربل ألقتها فى وجهه قائلة بصوت يحمل الغيظ فى طياته
إنت إزاي توافق على جوازهمإزاي تسمح بالمهزلة دى
نظر إليها فى برود وهو يقول
وأرفض ليهده أخويا الكبير ورحمةوبعدين حتى لو كنت رفضت تفتكرى كان أخويا يحيي مش هيتم الجوازة عشان خاطر رفضى ده
قالت بشرى بعصبية
يابرودك ياأخى
قاطعها مراد قائلا بحدة 
بشرى
إنتفضت بشرى من حدته الفجائية لتلاحظ أنه بدوره مصاپا بالضيق وربما بالحنق أيضا من زواجهمافقد
نسيت أن زوجها بدوره يحب رحمة ولابد وأنه الآن يعانى مثلهالتحاول أن تبعد حنقها جانبا وهي قائلة بنعومة
أعذرنى يامرادإنت عارف إنى مبطيقش رحمةوالكلام ده من زمان أوىلإنى أكتر واحدة عارفاها وعارفة أخلاقهاوهي كل اللى عايزاه فلوس عيلة الشناويبدأت بهشام ومش بعيد تكون هي السبب فى مۏتهوأهي لفت على يحيي وربنا يستر وميحصلش أخوهمفاضلش غيرك وأنا خاېفة عليك يامراد
بلغ بمراد الضيق حد شعوره بأنفاسه تسحب منه وهو يقول
بلاش تخريف يابشرىحاډثة أخويا كانت قضاء وقدركانت حاډثة عادية ملهاش ذنب فيها وهي نفسها كانت معاه وكانت فى المستشفى بعدهاأما يحيي فيقدر ياخد باله من نفسه كويسوبعدين انا شايف إنه جواز حب مش مصلحة زي ما انتى بتحاولى تصوريلى
قالت بشرى بعصبية وقد استفزتها كلماته
حب إيه اللى يحصل فى كام يوم دهوهي رحمة دى تتحب على إيه بس
قال مراد بنبرات حزينة رغما عنه
الظاهر الحب ده كان من زمانوالقدر فرقهموأهو رجع وإتجدد ودى حاجة مش بإيديناوإذا كان على رحمةفهي فعلا تتحبجمال وأصل ورقة وطيبة و
قاطعته بشرى وقد أحړقتها كلماتهوأغضبتها لأقصى حد وهي تقول
وإيه كمان ياسي مرادما تقول كمان إنك بتحبها
قال مراد بحدة يخغى بها إضطراب نبضاته
حب إيه بس اللى بتتكلمى عليهإنتى إتجننتىهحب مرات أخويا
تفحصت ملامحه قائلة بسخرية
مين عارف ماهي ساحرة وقاعدة تسحرلكم

واحد ورا التانى
قال مراد فى حدة
بلاش هبلساحرة إيه وسحر إيه اللى بتتكلمى عنهم دولأقولك أنا سايبلك الأوضة وماشى أنا تعبان ومش ناقص ۏجع دماغ
قالت بشرى بحدة
يعنى أمشى من البيت ومتسألش فيةولما أرجع هتسيبنى كمانالعيشة معاك مبقتش تتطاق على فكرة
نظر إليها مراد قائلا فى جمود
مش عاجباكى العيشة معاياتقدرى تغيريهاإنتى بس أطلبى وأنا هنفذ
أحست بشرى بتسرعها وإندفاعها وبأنها على وشك أن تخسر مرادلذا اسرعت بإظهار الضعف على وجهها وهي تقول 
بقى كدة يا مرادبسهولة كدة بتبيعنى
قال مراد ببرود
أنا مببعشإنتى اللى مش عاجباكى الحياة معايا يا بشرىوأنا مبغصبش حد على حاجةأنا عايز راحتكو الظاهر راحتك مش معايا
إقتربت بشرى منه قائلة بنعومة
أنا راحتى معاك
وقلبى معاك
أدرك فجأة أن تخيله إياها وقد أصبحت زوجة أخيه
هو جرم فى حق أخيه نفسهلينفض صورتها بقوة
فجأة
تمثلت أمام عيناه المغمضتان وهو يتخيلها شروقشروق فقطتلك الجميلة الرقيقة المحبة يحاول نسيان أن رحمة وأخيه زوجين الآن ومغلق عليهما بابا ليغوص مع بشرى فى معركة مشاعر 
إختلطت بها الحقيقة بالخيال
دلفت رحمة بخطوات مرتبكة مترددة إلى تلك الحجرة التى لطالما راودتها فى أحلامها مع يحييتشاركه فيها سعادتهما الآن هي فعلا تشاركه فيها كزوجةولكن زوجة مع إيقاف التنفيذزوجة بالإسم فقطدلف يحيي خلفها بخطوات هادئة يتأمل إرتباكها وتخضب وجنتيها بشئ من الإستمتاع وكأنها لم تكن يوما عروس لأخيه كم تمنى لو كان الأول بحياة رحمةالأول والأخير والوحيدولكن شاءت الأقدار أن تخيب آماله بها أصابته تلك الفكرة بۏجع فى قلبه
ليسرع وينفضها بعيدافلقد تزوجها ليس رغبة فيها ولا حباولكن من أجل وصية راويةومن أجل ولدهليدحض قلبه تلك الفكرة على الفور وهو يسخر من نكرانه لمشاعره التى أجبرته على الزواج منها والإسراع كذلكعندما شعر بأنها من الممكن أن تكون لسواهأما عن عدم إخلاصها له وخيانتها القديمة فأرجعها قلبه لرعونتها وصغر سنها أما الآن فربما صارت ناضجةوإن لم تلتزم حدودها وتدرك أنها زوجة يحيي الشناوي فسيريها الوجه الآخر لهوهو وجه لن تحب رؤيته البتة
وقفت رحمة فى مكانها تشعر بالإختناقلا تتخيل وجودها هنا فى حجرته هو وراويةحجرته التى تحمل ذكرياتهما سوياقټلتها الغيرة لتشيح بوجهها وتلتفت إليه قائلة بضيق
مش هقدر أكون هناأنا لازم أخرج
عقد حاجبيه قائلا
تخرجى فيندى اوضتى والمفروض تشاركينى فيها
قالت فى مرارة
لأ دى أوضتك إنت وراويةومش هقدر أكون فيها معاك
تأمل ملامحها المرتعشة من المرارة يغلفها الحزن والضيقيتساءل عن سر عدم رغبتها بالمكوث بتلك الحجرةهل هي ذكريات أختها الرابضة بهاأم إنها ذكريات أختها معه والتى تملأ جنبات الحجرةترى هل تغار رحمة عليههل كانت تحمل له مشاعر فيما مضى حقادق قلبه بسرعة لهذا الإحتمال الذى تمنى ان يكون صحيحا من كل قلبهإنتابته الشكوكوود من كل قلبه لو قطع الشك باليقين
ولكن كرامته أبت عليه أن يتحقق من شكوكهلذا قال بهدوء 
مش هينفع طبعاخروجك برة الأوضة شئ مش مسموح بيه
جلست على الأريكة وقد تهدمت قواها وأغروقت عيناها بالدموع وهي تطالع
سريره تتراءى لها صور قاټلة لقلبها ومشاعرها وكيانها بأكملهلتقول پألم
مش هقدرصدقنى مش هقدر
لاحظ نظراتها ليعود الامل إلى قلبه الذى رق لدموعها وتمنى ان يكون ما يفكر فيه صحيحا ويجلس أمامها على ركبتيهوسط ذهولها وهو يقول برقة
ليه بس مش هتقدرى
تأملت عسليتاه اللتان تعشقهما وخاصة عندما ينظر إليها بهذا الحنانكادت ان تعترفان تصرخ بكل قوتها قائلةلإنك كنت لغيرى بهاقلبا وقالباأشعر بالخېانة بڼار ټحرق فؤادىأشعر بأن أنفاسى تختتنق وأنا أتخيلك تمنحها العشق الذى تمنيته يوماأشعر بروحى
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 32 صفحات