السبت 23 نوفمبر 2024

روايه خيوط الغنكبوت بقلم سلمى الألفى

انت في الصفحة 11 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز

ايه معلش يا خويا مقصر معاك برجع من الدكان تعبان
احنا بخير يا اخويا ربنا يديك الصحه والعافيه يا رب معلش حقك عليا انا مشغول بسبب قرب الإمتحانات والمدرسه شاغله كل وقتي 
ربت علي قدمه 
ربنا يعينك يا حبيبي
قولي انتي شغل الاجهزه الكهربائيه عامل فيه ايه 
هو بتسألي بعد لم اطلعت علي المعاش حاجه تشغل وقت الواحد احسن من قعدة البيت 
المهم تكون مرتاح وحابب الشغل ده 
الحمد لله فضل ونعمه
بصراحه انا جاي عاوز اخد رأيك في موضوع
خير يا حبيبي
خير أن شاء الله حياة بنتي جالها شغل كويس بس مش هنا في مصر وانا 
مش عاوز اكسر فرحتها وبفكر يعني احاول اطلب نقل لمدرسه هناك 
وأشوف الاداره التعليميه هتوافق ولا لأ وننقل نعيش في مصر البنات بتكبر
وفرص العمل في مصر افضل بكتير من هنا ايه رأيك شور عليه اعمل كده 
فعلا ولا شايف في حل تاني بحيث البنت ماتكونش لوحدها هناك
ضيق حاجبيه بضيق وقال 
ايه اللي انت بتقوله ده عاوز تسيب هنا عشان خاطر بنتك لاقت شغل في 
مصر وهي بنتك تشتغل ليه ناقصها ايه البنات مسيرهم للجواز فكر 
تسترهم مش تقولي شغل وسفر ومش 
عارف ايه لا وانت كمان عايم علي عوم بنتك يا فاروقده بدل ما تعقلها بتشجعها كمان 
ابتلع ريقه بتوتر فهو شقيقه الأكبر ولا يريد أن ينفعل عليه أو يغضب منه 
فهو لديه عقليه مختلفه عنه تماما تنهد بهدوء ثم قال
يا حج شريف الزمن بيتغير ودلوقتي البنت بتشتغل زيها زي الراجل 
بالظبط وناجحه في شغلها الست دلوقتي بتاخد اعلي مناصب في الدوله في وزيره وسفيره وقاضي كمان 
مالناش دعوه بدول 
عاد طارق من عمله في ذلك الوقت وعندما اخبرته والدته بوجود عمه اسرع 
إليهم يصافح عمه ويجلس يتثامر معهم ولكن تفاجئ بحديث والده الغاضب 
تعالي يا طارق يا بني شوف عمك بيقول ايه
صافحه بود ثم جلس جانبه وهو يتسأل بقلق
خير في ايه يا عمي
ربت علي كتفه وقال 
مافيش يا حبيبي
أتت والدته ووضعت صينيه الشاي 
هتف شريف بصوت غاضب
قال ايه حياه هتشتغل في مصر وعمك مواقف علي كده ومش بس كده 
ده عاوز يسيب هنا ويروح يعيش في بلد مايعرفش فيها حد عشان خاطر 
حياه ولم قولتله البت مش ليها غير أنها تتجوز وتقعد تربي العيال
قاطعه طارق بهدوء 
معلش يا بابا ممكن تهدي وبلاش انفعال وبعدين عمي من حقه يفكر في مصلحة بناته 
يعني ايه انت كمان 
هتف طارق قائلا وهو ينظر لوالدة بتوسل أن يصمت لكي يتحدث هو فهو يعلم بما في قلب أبنه لذلك صمت شريف 
تسمحلي يا بابا اتكلم 
هز رأسه بالايجاب
نظر إلي عمه وقال
عمي حضرتك عارف ان بشتغل محاسب قانوني في البنك والحمد لله راتبي كويس واقدر افتح بيه بيت وناوي أكمل نص ديني ويشرفني أن أختار بنت عمي حياه زوجه ليه لو حياة وافقت انا أقدر اتنقل للفرع الرئيسي في القاهره ونبدا حياتنا مع بعض خطوه خطوه وهعملها اللي هي بتحلم بيه 
هتف فاروق بدهشه
عاوز تتجوز حياة!
هتف شريف بحدة 
ابن عمها وأولى بيها واهو موافق أنها تشتغل وكمان بيحبها وهيحطها جوه عنيه وهيصونها لأنها من لحمه ودمه ها قولت ايه يا فاروق نقرأ الفاتحة 
قولت لا إله إلا الله ثم أردف قائلا
الأمور دي ماتتخدش كده يا حج لازم اقعد مع بنتي واسالها عن رأيها موافقه على طارق ولا لأ
والله عال يا ابو البنات كمان البنات بقا ليهم رأي
شعر فاروق بالاحراج فنهض وقال
انا ماشي دلوقتي وبعدين نتكلم 
نهض طارق وسار خلف عمه وقال خاڤت
عمي انا
اسف حضرتك عارف عقليه بابا قديمه شويا انا منتظر رأي حياه واتمني يكون خير لان بجد بحبها وعاوزها تكون مراتي وام عيالي
ربت علي كتفه برفق ثم قال
ربنا يقدم اللي فيه الخير يا بني ليك وليها 
يارب يا عمي 
غادر فاروق منزل شقيقه وهو هائما علي وجهه كأنه صفعه بقوه علي وجهه أو القي به 
من الطابق العاشر فهو يعلم بأن القادم سيجعله يخسر شقيقه الأكبر ولكن 
هو يفضل مصلحة بناته فوق كل اعتبار إذا وضعت ابنته وسعادتها بكفه و
الكفه الاخري شقيقه لن يختار إلا أبنته
فلذة كبده وروح فؤاده ولكن يتمني 
أن لا يضع في ذلك الاختبار الصعب
عندما عاد والدها من الخارج وجدها بانتظاره اقتربت منه بابتسامتها المشرفه ثم هتفت قائله
حمدالله على السلامه يا روقه
ابتسم بحب وربت علي كتفها وقال
الله يسلمك يا قلب ابوكي ثم أردف قائلا
لو مستنياني عشان نقرر هنعمل ايه في موضوع شغلك فأنا مش قادر اتكلم دلوقتي بكره الجمعه ولينا قعدة مع بعض وربنا يقدم اللي فيه الخير يا حبيبتي
رفعت حاجبيها بمشاكسة وقالت
بري يا بيه والله مستنيه اطمن على حضرتك لأنك اتاخرت
اطمني يا حبيبتي يلا تصبحي علي خير
ق بلت وجنته ثم قالت وهي تهم بالتوجه إلى غرفتها
وحضرتك من أهل الخير والسعادة يا رب
ثم دلفت إلى غرفتها وبعد أن اطمئن فاروق لذهابها جلس مكانه شاردا في ما هو قادم 
تجنب أسر الحديث مع زوجته بعدما أخبرها بأنه سوف يسافر في الغد 
برفقة سراج فهو لا يريد
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 99 صفحات