روايه خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
ايه
هو بيعمل كده علشان خاېف عليك وصدقيني اللي بيحب بيعمل أكتر من كده
نفت برأسها واسترسلت بنبرة مخټنقة وكأن صديقتها دون قصد دعمت ذلك البركان الخامل بداخلها للأنفجار
هو خاېف على الفلوس مش عليا ....خاېف على الثروة العظيمة دي تفلت من تحت ايده
انت بتبصي للأمور من زاوية واحدة يا نادين مش يمكن بيحبك بجد ومش عايزك تبعدي عنه
عمري ما حبيته ولا عمري هنسى انه مفروض عليا .....وعمري ما هنسى أن امه كانت السبب في مۏت أمي
تفوهت بأخر جملة وهي تضع يدها على عيناها وجسدها بدأ ينتابه تلك الرجفة المصاحبة لتلك الذكرى المريرة التي تترأى امامها من جديد الآن ولن تقدر على مواجهتها مرة آخرى
مش عايزة أفتكر ............مش عااااااايزة
حقك عليا انا عارفة أنت مريتي بأيه وحاسة بيك والله مكنش قصدي أفكرك
نفت برأسها وقالت بنحيب قوي يدمي القلب وهي ټدفن وجهها بصدر صديقتها
لأ محدش عارف أنا مريت بأيه .........محدش حاسس بيا .......كلكم بتهاجموني وبس
نفت برأسها وهي تشعر انها على حافة الجنون وقالت بنبرة ممزقة لأبعد حد
أنا عمري ما هسامحهم ومش هسيبهم يدمروني زي ما دمرو امي أنا هاخد حقي وحق أمي منهم ولو أخر يوم في عمري .....هفضل أكره الست دي وأكره أبنها ....
هزت نغم رأسها تسايرها وظلت تمسد على ظهرها كي تهدأ لتستكين الآخرى وكأنها بحاجة لذلك التقارب ولكن دمعاتها كانت لا تنضب بعدما ظل يترأى أمام عيناها من جديد شريط ذكرياتها الأليمة ورغم مقاومتها للصمود إلا أن رغبتها في الأنتقام ظلت تتفاقم بداخلها أكثر فأكثر غافلة أن الشيطان هو من يهيئ لها ان كافة أفعالها ويوهمها انها ليست خطايا فادحة بل هي بريئة مبررة بنية الأنتقام غافلة كون لا يوجد خطايا بريئة فالخطيئة تظل خطيئة مهما تعددت مبرراتها
نفى برأسه وأخبرها بإقتضاب
مالو حالي انا كويس
ابتسمت بسمة باهتة لم تصل لعيناها ثم كوبت وجنته قائلة
احكيلي يا حسن أيه اللي مضايقك شاركني وبلاش تحمل نفسك فوق طاقتها
انزل يدها بضيق وتأفأف قبل ان ينهض ويتوجه للشرفة
يووووووه عايزاني أقول ايه وانا عارف أن عمرك ما هتفهميني
خصره من الخلف وهمست بنعومة لا تليق إلا بها
والله هفهمك جرب تتكلم مش هتخسر حاجة
انزل يدها وابتعد متذمرا
معنديش طاقة للكلام و لو سمحت سبيني لوحدي محتاج اراجع شوية تصميمات
تنهدت بعمق من حدته الغير مبررة بالمرة بالنسبة لها ولكنها كعادة قلبها اللين ألتمس له الأعزار وهمست بإصرار عجيب لتكسر حالة الكآبة التي هو عليها وتقترح
طيب هعملك قهوة .....وهقعد معاك انا بحب اتفرج عليك وانت بتشتغل ونتكلم شوية بعد ما تخلص
لم يشغل باله بأهتمامها وكأن أي شيء يصدر منها هو إعتيادي و لن يشكل فارق معه ليزفر في ضيق و يغمض بنيتاه بقوة بنفاذ صبر وهو يظن انها تتعمد ان تضيق عليه الحصار بثرثرتها المعتادة وان تطلعه على أتفه الأمور ليصيح بها بصوت جهوري منفعل ارجفها
مش عايز اتكلم......انا مش طايق نفسي ومعنديش طاقة لرغيك ولا للملل بتاعك ده
وأد حماسها ببراعة وجعل الحزن يحتل عيناها بعد حديثه الطاعن لها مما جعلها تشعر أن الأرض تدور بها وانها تكاد تفقد توازنها ولكنها تماسكت وغمغمت في ضيق شديد وبنبرة مهزوزة
متعصب ليه انا بحاول أشاركك بس انت بقيت صعب ومش عاطيني فرصة لأي حاجة ومش قادرة افهمك ولا عارفة اراضيك ازاي ........
قالت جملتها الأخيرة وهي تمسد جبهتها برفق وتستند على طرف مكتبه
مغمضة العين
نبرتها تلك جعلته يتراجع عن حدته حتى انه قائلا بنبرة لينة بعض الشيء
أنت لازم تعذريني انا مضغوط واعصابي تعبانة الفترة دي
لم هي دائما مطالب منها ان تتحمل وتتغاضى وتدعه يستغل لين قلبها في حين هو لم يهتم ولم يشغل باله يوم بها حتى انه لم يكلف نفسه واعتذر منها بطريقة لائقة بل استغل كونها لاتملك غيره وېهينها بتلك الطريقة التي تهدم كبريائها نفضت أفكارها سريعا و هزت رأسها بضعف وهي تتزحزح بجسدها كي تفلت يده قائلة بإقتضاب وبملامح باهتة وهي تتحامل على نفسها
كمل شغلك براحتك انا مش هتطفل عليك