روايه خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
مرات بابا ......متنسيش أنو بس بيدير أملاكي بصفة مؤقتة
وانت وهو أيه يا بنتي ما هو جوزك
ارتفع حاجبيها وقالت بغرور وثقة لا مثيل لها
على الورق وبس ومش كل شوية لازم افكركم ان القرار بإيدي ومحدش هيعرف يجبرني على حاجة
تناوبت ثريا النظرات بينهم تنتظر منه أن يتفوه بشيء ولكن هو كان يشعر ببركان ثائر برأسه من تمردها التي لن تكف عنه فما كان منه غير صراخه بها
انتفخت أوداجها وصاحت بعناد
وإن مقومتش يا يامن هتعمل ايه
متقوميش يا نادين هقوم انا ....تصبحوا على خير
قالها بنفاذ صبر قبل ان تشتد نوبة غضبه أكثر فهو يقسم انها لو فتحت فمها بكلمة آخرى سيفقد لجام نفسه
كانت تجلس منفردة كعادتها بغرفتها ممددة في فراشها دون حراك فقط شاردة بسقف غرفتها حين انتشلها طرقات منتظمة على باب غرفتها لتعتدل وتأذن للطارق إذا بالخادمة تخبرها
هزت رأسها بطاعة ثم أشرت للخادمة لتنصرف وهي ټلعن حياتها فمن المؤكد أن زوجة أبيها أخبرته بما حدث ويريد ان يوبخها كعادته زفرت بضيق شديد ثم استبدلت ملابسها كي توافيه مثلما أخبرتها الخادمة وما ان وقفت على أعتاب غرفة مكتبه سمعت صوت زوجة ابيها تزيد بالحديث عليها ولكنها لم تبالي ودخلت قائلة بملامح جامدة دون أي تعبير يذكر
أجابها والدها بحدة
انا عرفت اللي حصل أمبارح ومش عاجبني اللي انت عملتيه
تنهدت هي وأخبرته بهدوء وبملامح واهنة
آسفة .....
زفر أبيها أنفاسه دفعة واحدة وعاتبها
أنا مش معنى إني سايبك براحتك تنبسطي وتعيشي سنك أنك تتمادى كده أنت غلطتي ولازم تتحاسبي
حانت منها بسمة باهتة وأخبرته بأحترام
نظر لزوجته يلتقط نظرتها المحفزة له ضدها وهتف قائلا
مفيش خروج بعد كده غير بعلمي ولازم يكون معاك السواق .....ومفيش سهر بعد كده ولا شرب فااااااهمة
أجابته بطاعة وهي تقاوم رغبتها بالبكاء كي لا تجعل الآخرى تشمت بها
حاضر ......عن اذنك
لتنصرف هي بخطوات واهنة بينما الأخرى ابتسمت وقالت لزوجها
أومأ لها ببسمة باهتة وبضيق شديد وهو يتذكر تلك التي هجرته سابقا وما كان منه غير يؤيد رأي زوجته ويستمع لكل نصائحها التي يظنها تصب في مصلحة أبنته
صباح يوم جديد يخبئ بطياته الكثير فقد أوصلها كعادته كل يوم لجامعتها دون أن يتفوه ببنت شفة عن ما حدث بالأمس فقد وئدت تلك اللهفة التي كان يعود بها من أجلها ولكن هي تظل هي لن تتغير
رفع عينه لها وقال بهدوء مصتنع يخالف ثورة عقله
عايزاني اقول ايه بعد اللي قولتيه امبارح !!
سطع المكر بعيناها وبررت بثقة
انا مغلطتش في حاجة ..........دي الحقيقة اللي انت مش عايز تستوعبها انت ومامتك
زفر بضيق واشاح بنظره بعيدا عنها فهو مل من طريقتها المتعجرفة تلك و من كبح تمردها ولكن الأدهى أنها ظلت تضغط عليه وكأنها تتعمد ان تخرجه عن طوره بقولها
يوووووووه بلاش تستفزني بسكوتك ده
ضړب المقود بقبضته بنفاذ صبر وهدر بإنفعال
عايزة تسمعي ايه ...... عايزاني اقولك صح عندك حق ....تمام عندك حق..... وانا ولا حاجة
و وجودي في حياتك ملهوش اي معنى غير على الورق وبس ......ارتحتي كده .....ردي عليااااااا
كان يهدر بكل كلمة بنبرة منفعلة وبأعصاب تالفة لم يستطيع التحكم بها أكثر مما جعلها ترد بغرور لا مثيل له وحاجبيها تعلو بزهو
أيوة ارتحت ....بس ياريت انت متنساش ده
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تتدلى من سيارته وتسير بطريق جامعتها مما جعله يشعر بخيبة أمل لا مثيل لها فهل يا ترى حان الوقت لكي ييأس منها أم سيظل يجاهد دائما من أجل قلبه ويحاول ترويضها
جلست داخل المدرج الخاص بمحاضرتها ليباغتها هو بجلوسه بجانبها وقوله بجانب اذنها
يخربيت حلاوتك ...وحشتيني
ابتسمت بغرور وارتفع حاجبيها بمكر وسألته بعتاب طفيف
مش قولت مش جاي
مقدرتش افوت الفرصة ومشوفكيش يا نادو
قالها بغمزة من عينه العابثة وهو يسحب يدها خفية ويضغط عليها لتنتفض هي وتسحبها منه وتوبخه بهمس شرس
هتفضحنا الله يخربيتك ابعد .....المحاضرة هتبتدي
هز رأسه بتفهم ونظر أمامه وقال هامسا
ما تيجي نخلع المحاضرة دي علشان محضرلك مفاجأة حلوة
اومأت له بحركة بسيطة والحماس قد تملك منها غافلة عن تلك التي تراقبهم من بعيد ولاحظت ما يدور بينهم لتمر بين زملائها
وتهدر بحدة ما ان وصلت لموضع جلستهم
ممكن تقعدني جنب نادين
تحمحم ونهض كي تفوت هي
طيب براحة يا شيخة نغم انا اصلا كنت ماشي
لتهبد كتبها وتجلس توبخها ما ان انتبهت لها
بتتكلمي مع الزفت ده ليه
اجابتها نادين بعيون زائغة
عادي يا نغم كان بيسألني على حاجة
لتعقب نغم بعقلانية
نادين انا مش برتاح للشاب ده ولا للشلة بتاعته كلها علشان خاطري ابعدي عنهم
لترد نادين بسأم
يا بنتي ارحميني بقى من الاسطوانة دي ......وفكك مني ....اقولك انا ماشية وهسيبلك المدرج كله سلام
لتهمهم نغم بنبرة متحسرة على صديقة عمرها
ربنا يهديك يا نادين